• - الموافق2024/05/03م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
خالستان... وطن السيخ المفقود

ما قصة حركة خالستان السيخية وكيف نشأت، وما هي أهدافها، وكيف تعاملت الهند معها وما هي أبرز رموزها ولماذا برزت قضيتها في هذه الأيام؟


تعج الهند بالعديد من الأقليات الدينية والاثنية ومن أبرز تلك الأقليات، الأقلية السيخية التي برزت قضيتها في الآونة الأخيرة بعد الإعلان الكندي المفاجئ الذي ألمح إلى تورط نيودلهي بشكل مباشر في مقتل المواطن الكندي هارديب سينغ نيجار بإطلاق النار عليه في 18 حزيران/يونيو 2008، في ضاحية ساري التابعة لفانكوفر حيث يقطن عدد كبير من السيخ.

1.  ما هي حركة خالستان؟

حركة خالصتان وبالأصل خالصستان أي أرض المخلصين، حركة انفصالية سيخية تسعى لإنشاء وطن للسيخ من خلال إقامة دولة ذات سيادة تحمل اسم خالصستان في منطقة بنجاب. تشمل أراضي الدولة المقترحة المناطق التي تعرف باسم بنجاب في كل من الهند وباكستان.

لكن غلب مصطلح "خالستان" كاسم للدولة المقترحة التي تصورها بعض السيخ في وسائل الإعلام العالمية المختلفة، واكتسبت الحركة زخمًا في السبعينيات وأوائل الثمانينيات في الهند. وتلاشت في وقت لاحق لكنها اكتسبت زخما بين الشتات السيخي في السنوات الأخيرة.

2.  ما هي حدود خالستان المقترحة، كما تراها الحركة السيخية؟

هناك انقسام بين مؤيدي خالستان حول حدود دولة السيخ ذات السيادة، لكن معظمهم يتفقون على أنها ستشمل ولاية البنجاب في الهند.

تقع منطقة البنجاب التاريخية في الجزء الشمالي من شبه القارة الهندية وتضم شرق باكستان وشمال غرب الهند حاليًا. وفي الهند، تشمل مدنًا مثل لوديانا وأمريتار وشانديغار وجالاندهار؛ ولاهور وفيصل أباد ونانكانا صاحب وروالبندي ومولتان في باكستان.

وقد دعا بعض أنصار خالستان إلى دمج الجانب الباكستاني من البنجاب، في حين تقول مجموعات أخرى إن بعض مناطق هاريانا وهيماشال براديش، وهي الولايات المحيطة بإقليم البنجاب الهندي، يجب أن تشكل أيضاً جزءاً من الأمة المقترحة.

3.  كم عدد السيخ في الهند؟

وفقا للتعداد السكاني الهندي لعام 2011، وهو آخر إحصاء تم إجراؤه، هناك حوالي 20.8 مليون سيخي، يشكلون 1.7 بالمئة من سكان البلاد.

ويعيش غالبية السيخ، البالغ عددهم حوالي 16 مليونًا وقت إجراء التعداد، في ولاية البنجاب الشمالية حيث يشكلون حوالي 58 بالمائة من سكان الولاية.

4.  ما هو تاريخ حركة خالستان؟

فكرة خالستان متجذرة في السيخية، وهي عقيدة نشأت خلال القرن الخامس عشر عندما كان شمال الهند تحت حكم المغول.

تمت إعادة صياغة العقيدة بقيادة جورو جوبيند سينغ في عام 1699 تحت حكم خالصة، وهي كلمة مشتقة من اللغة العربية وتعني النقي، لدمج رؤية سياسية لحماية السيخ والديانات الأخرى من الاضطهاد الديني وتأسيس حكم السيخ.

بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، ظهرت حركة سوبا البنجابية التي دعت إلى إنشاء دولة سيخية مستقلة ناطقة باللغة البنجابية.

وفي عام 1952، أعلن رئيس الوزراء الهندي آنذاك جواهر لال نهرو أنه سيقمع المطالبة بإقامة دولة ناطقة باللغة البنجابية، مما أدى إلى انقسامات بين السيخ والهندوس.

وفي نهاية المطاف، في عام 1966، تم إنشاء ولاية البنجاب وعاصمتها شانديغار.

في السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، عاد أتباع حركة خالستان إلى الظهور بين السيخ في الهند والشتات. وبتحفيز من زعيم المتمردين السيخ، جارنايل سينغ بهيندرانويل، أصبحت الحركة تمردًا مسلحًا.

واستمر التمرد لأكثر من عقد من الزمن، وتم قمعه من خلال حملة قمع عنيفة شنتها الحكومة الهندية، قُتل فيها آلاف الأشخاص، بما في ذلك زعماء السيخ البارزين.

وفي عام 1984، اقتحمت القوات الهندية المعبد الذهبي، أقدس موقع للسيخية، في أمريتسار البنجاب لطرد الانفصاليين الذين لجأوا إليه. وأسفرت العملية عن مقتل نحو 400 شخص، بحسب أرقام الحكومة الهندية الرسمية، لكن جماعات السيخ تقول إن الآلاف قتلوا.

في 31 أكتوبر 1984، اغتيلت رئيسة الوزراء آنذاك أنديرا غاندي، التي أمرت بمداهمة المعبد، على يد اثنين من حراسها الشخصيين من السيخ.

أثار موتها سلسلة من أعمال الشغب المناهضة للسيخ، حيث انتقل الهندوس من منزل إلى منزل في جميع أنحاء شمال الهند، وخاصة نيودلهي، وسحبوا السيخ من منازلهم، وضربوا العديد منهم حتى الموت وأحرقوا آخرين أحياء.

وفي العام التالي، في 23 يونيو 1985، انفجرت قنبلة على متن طائرة الخطوط الجوية الهندية الرحلة 182 فوق المحيط الأطلسي، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 329 شخصًا.

وكشف تحقيق في التفجير أنه تم تدبيره من قبل مقاتلين من السيخ المقيمين في كندا انتقاما لعملية المعبد الذهبي.

5.  أين تقف حركة خالستان اليوم؟

كثفت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ملاحقة الانفصاليين السيخ واعتقلت العشرات من القادة من مختلف الجماعات التي يُزعم أنها مرتبطة بالحركة.

وقال هارتوش بال، المحرر التنفيذي لمجلة كارافان في الهند، لقناة الجزيرة إن حركة السيخ الانفصالية غير موجودة منذ عقود في الهند.

إن حركة خالستان لها تاريخ طويل، وخلال الثمانينيات، كانت هناك حركة عسكرية عنيفة على الأراضي الهندية. ولكن منذ ذلك الحين على الأقل في الهند، في ولاية البنجاب، حيث يشكل السيخ الأغلبية أصبحت حركة خالستان شبه معدومة، ولا تتمتع بأي دعم سياسي.

لكن حكومة مودي دأبت على تضخيم التهديد الخالستاني للهند. أعتقد، مرة أخرى، أنه من المناسب لهم محليًا التحدث عن التهديدات الأمنية للأمة الهندية، بدلاً من المقياس الفعلي للتهديد على الأرض من الحركة.

وقد شهدت حركة خالستان بعض الدعم في مجتمعات السيخ في الشتات، وخاصة في كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.

6.  أين يوجد أكبر عدد من السكان السيخ خارج الهند؟

هناك ما يقدر بنحو 26 مليون السيخ في جميع أنحاء العالم، وفقا لمدرسة لندن للاقتصاد (LSE). يوجد في كندا أكبر مجتمع للسيخ خارج الهند، حيث أبلغ حوالي 770 ألف شخص عن ديانتهم على أنها سيخية في تعداد عام 2021.

وفقًا للتعداد السكاني لعام 2021 في إيجلاند وويلز، يعيش حوالي 524000 سيخي في كلا البلدين. ويعيش نحو 210 آلاف في أستراليا، بحسب تعدادها السكاني لعام 2021.

في حين أن التعداد السكاني الأمريكي لا يسجل الدين، فمن المقدر أن هناك ما بين مائتي ألف إلى خمسمائة ألف سيخي في البلاد.

في السنوات الثلاث الماضية، نظمت منظمة السيخ من أجل العدالة (SFJ) استفتاءات غير رسمية حول إنشاء خالستان في عدد من البلدان. وفي أستراليا، أدى التصويت، الذي أجري في يناير/كانون الثاني، إلى اشتباكات بين المؤيدين لخالستان والهندوس.

طلبت الهند من كندا وأستراليا والمملكة المتحدة اتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشطين السيخ، خاصة في كندا حيث يمثل السيخ ما يقرب من 2 بالمائة من سكان البلاد.

وفي أعقاب اعتقال أمريتبال سينغ، الزعيم الانفصالي البالغ من العمر 30 عاماً والذي أعاد إحياء الدعوات لخالستان، قام المتظاهرون في لندن بإنزال العلم الهندي من المفوضية العليا وحطموا نوافذ المبنى.

كما اتهمت نيودلهي أنصار خالستان بمهاجمة المفوضية العليا الهندية في أوتاوا ومكاتبها الأخرى في وقت سابق من هذا العام، فضلاً عن تخريب المعابد الهندوسية.

7.  ما هو استفتاء "خالستان"؟

هذا "الاستفتاء" غير الرسمي هو عملية تصويت تم تنظيمها في دول عدة من قبل منظمة "السيخ من أجل العدالة" والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والمحظورة في الهند منذ العام 2019 بسبب "تبنيها أنشطة انفصالية".

ويسعى الاستفتاء إلى تأكيد الإجماع بين مجتمعات السيخ على إنشاء وطن منفصل داخل الهند، والذي سوف يعرف باسم "خالستان".

اقتراح القائمين على هذا الاستفتاء عموماً من أجل تحقيق هذا الهدف هو اقتطاع ولاية البنجاب الهندية، وهي الولاية الوحيدة التي يشكل السيخ معظم سكانها في البلاد.

وتفيد المجموعة التي تقوم بالحملة بأنها ستتواصل مع منظمة الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان العالمية الأخرى، للمطالبة بإعادة تأسيس "البنجاب كدولة قومية".

ويترأس منظمة "السيخ من أجل العدالة" التي تأسست عام 2007، غورباتوانت سينغ بانون، وهو خريج كلية القانون في جامعة البنجاب ويعمل حالياً محامياً في الولايات المتحدة.

وكانت الجماعة أعلنت أول الأمر في عام 2018 أنها ستجري عملية تصويت غير رسمية، أطلق عليها حينذاك اسم" استفتاء 2020"، في عدد من الدول حيث يعيش عدد كبير من السيخ في الشتات، وذلك بهدف "تحرير البنجاب من الاحتلال الهندي".

وبحسب ما جاء في موقع المنظمة الإلكتروني، "أعلنت منظمة السيخ من أجل العدالة في لندن في أغسطس (آب) 2018 أنها ستجري أول استفتاء غير ملزم من نوعه على الإطلاق في مجتمع السيخ العالمي حول مسألة الانفصال عن الهند وإعادة تأسيس البنجاب كدولة مستقلة".

وقالت المنظمة إنها خططت لتنظيم الاستفتاء في البنجاب إلى جانب مدن رئيسة في أمريكا الشمالية وأوروبا واستراليا ونيوزيلاندا وماليزيا والفيليبين وسنغافورة وكينيا والشرق الأوسط.

8.  ما الذي حدث في كندا؟

شارك عدد قيل إنه يبلغ 100 ألف شخص في الـ 19 من سبتمبر (أيلول) في استفتاء خالستان في مدينة برامبتون الكندية من أجل التصويت لمصلحة المطالبة بإقامة وطن مستقل للسيخ في الهند.

وأظهرت صور وفيديوهات تم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعض السيخ وهم يحملون أعلاماً صفراء كتبت عليها كلمة "خالستان"، ويصطفون في أرتال طويلة من أجل الإدلاء بأصواتهم.

وتم تشويه معبد هندوسي في إيتوبيكوك في تورنتو في وقت سابق من هذا الأسبوع، إذ كتبت على أحد جدرانه عبارة "تحيا خالستان" باللون البرتقالي.

وأجري استفتاء مماثل في لندن خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ادعى ناشطون أن ما يتراوح بين 10 و12 ألف شخص قد شاركوا فيه، إلا أن تقارير أخرى تفيد بأن عدداً يقدر بـ 100 إلى 150 شخصاً فقط كانوا قد حضروا في الساعات الأولى من الاستفتاء.

9.  من هو هارديب سينغ نيجار؟

نيجار أحد رموز الحركة الهادفة إلى إقامة دولة سيخية منفصلة في ولاية البنجاب الشمالية. ووصفته الحكومة الهندية بأنه "إرهابي"، وذكرت وسائل الإعلام الهندية أن نيودلهي أصدرت مذكرة اعتقال بحقه.

ونيجار، البالغ من العمر 45 عاما، كان عضوا بارزا في حركة إنشاء خالستان منذ نعومة أظافره وقبل الهجرة إلى كندا، وكان يعمل على تنفيذ استفتاء، غير رسمي، بين السيخ في الشتات، بتنسيق مع منظمة السيخ من أجل العدالة.

وفي كندا، كان يمتلك شركة سباكة، وشغل منصب رئيس معبد للسيخ في ضواحي فانكوفر، حيث علقت لافتات على واجهته تروج للاستفتاء.

في مقابلة له عام 2016 مع صحيفة "فانكوفر صن" رد باستخفاف على تقارير في وسائل الإعلام الهندية باتهامات من السلطات بأنه يقود خلية إرهابية، وفق ما تنقل وكالة "أسويشد بريس".

وحركة خالستان محظورة في الهند وتعتبرها الحكومة تهديدا للأمن القومي. وهناك عدد من الجماعات المرتبطة بالحركة مدرجة على أنها "منظمات إرهابية" بموجب قانون (منع) الأنشطة غير المشروعة في الهند.

لكن الحركة لا تزال تحظى ببعض الدعم شمالي البلاد، وكذلك في دول مثل كندا والمملكة المتحدة، التي يقطنها عدد كبير من السيخ.

10. كيف قتل نيجار؟

اتهمت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية هارديب سينغ نيجار بمحاولة "تحريض مجتمع السيخ على التطرف في جميع أنحاء العالم"، بهدف إنشاء وطن "خالستان".

وقال صديق نيجار، محاميه السابق، الذي يظهر أيضا على قائمة المطلوبين في الهند، إن السلطات الكندية حذرت نيجار 3 مرات على الأقل، بشأن تهديدات على حياته.

في مساء 18 حزيران (يونيو)، تلقت الشرطة الكندية بلاغاً عن إطلاق نار خارج معبد السيخ، حيث كان نيجار يشغل منصب الرئيس. وقالت الشرطة إنه توفي في مكان الحادث متأثراً بجروحه بعد إصابته بأعيرة نارية مختلفة داخل شاحنته الصغيرة.

وفر اثنان من المشتبه بهم، وُصفا بأنهما رجلان يرتديان قناعين لتغطية وجهيهما. وأكدت الشرطة الشهر الماضي وجود مشتبه به ثالث ساعد المسلحين على الفرار في سيارة "تويوتا" فضية اللون لعام 2008. وذكرت صحيفة "تورونتو صن" أن المشتبه بهم الثلاثة لا يزالون متوارين.

وحددت الشرطة أن الحادث مدبر لاستهداف نيجار لكنها لم تكشف عن الدافع. وأثار بعض أفراد مجتمع السيخ مخاوف من أن تكون العملية ذات دوافع سياسية.

ولم تعتقل الشرطة الكندية أي شخص على صلة بمقتل نيجار، لكن في تحديث في أغسطس، قالت الشرطة إنها تحقق مع ثلاثة مشتبه بهم وأصدرت وصفا لسيارة هروب محتملة.

أعلى