• - الموافق2024/04/26م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لـماذا اسـتـقـال البـابـا؟

حبر الفاتيكان بينيديكت السادس عشر






أعده/ أ. أحمد أبودقة






أعلن الفاتيكان أن البابا بينيديكت السادس عشر ينوي الاستقالة من منصبه في 28 فبراير الجاري، هذا الإعلان الذي جاء باللغة اللاتينية و ألقاه المتحدث باسم الكرسي الرسولي كان مفاجئة تحدث للمرة الرابعة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وتدور ثلاثة أسباب ربما حول هذا الموقف من قبل البابا بينيديكت السادس عشر هو بابا ألماني جلس على كرسي الباباوية في  19 أبريل 2005م. ويحتفل بميلاده الـ86 في السادس عشر من أبريل المقبل. و من هذه الأسباب بحسب بيان الفاتيكان أن البابا لم يعد يملك " القوة" المطلوبة صحيا بسبب كبر سنه.

 

وستلقى المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خطابا اليوم بهذه المناسبة، ومن القضايا الأخرى التي اعتبرت أحد أسباب استقالة البابا  وهي فضيحة التحرش الجنسي بأطفال من قبل بعض القساوسة.

 

ويجري انتخاب البابا حسب خطوات عدة أولها استدعاء الكرادلة ومن ثم المجمع السري حيث يجري في سرية مطلقة داخل كنيسة السيستين ويقوم الكرادلة بالنقاش خلف أبواب مغلقة في الفاتيكان حتى يتفقوا على إختيار كاردينال يصبح بابا وقد تستغرق عملية الانتخاب أياما.

 

شقيق البابا جيورغ راتسينغر قال أمس ان أسبابا صحية وراء استقالة الحبر الاعظم رسميا في الفاتيكان. وذكر أن طبيبه نصحه بعدم القيام برحلات طويلة وذلك لازدياد الصعوبات التي يواجهها البابا بسبب المشي مشيرا إلى انه بدأت تظهر عليه علامات التعب بسرعة.

 

بدورها قالت صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، إن الفاتيكان لديه نظام راسخ  لإبقاء أول شخصية فيه على العرش تعود تقاليده إلى عصور بعيدة. لذلك كان بإمكان بابا روما أن يقوم بأداء واجبه حتى في ظروف استنزاف قواه الحيوية.

 

وترى الصحيفة أن استقالة بنيديكتوس السادس عشر طواعية تعود  لأمور كثيرة، ومن أحد تلك الأمور نمو السكان المسلمين في أوروبا. وهناك عامل سيكولوجي نفسي جلي للعيان يشهد أن صورته كانت أقل بهجة بالمقارنة مع البابا السابق يوحنا بولص الثاني الذي حظى بشعبية فائقة في العالم أجمع.

 

وتعتقد الصحيفة أن الإيطاليين الذين تعاملوا مع جلوس بابا الفاتيكان على الكرسي بإسلوب بارد لكونه أول ألماني يجلس عليه، أثر في نفسه كثيرين، ويعتقد الخبراء الكثيرون أن الغالبية الايطالية في إدارة الفاتيكان قبلت البابا بنيديكتوس السادس عشر بنوع من البرودة، ما كان يجعله يواجه إجهادا نفسيا. وتذكر الصحفيون فورا بعض المشاهد الحساسة من سيرة حياته والتحاقه عام  1941م بمنظمة الشباب الهتلرية "هتلر يوغند"، وذلك بغض النظر عن أنه فر من الجيش الألماني عام  1945 م وسلم نفسه إلى الحلفاء لدى اقتراب قواتهم من برلين.

 

وواجه البابا كذلك مشاكل مع العالم الإسلامي بسبب سلبية معاملته لعدد من القضايا المؤثرة الأمر الذي حد من النشاطات الدبلوماسية للبابا في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ثأثيرات الاعتداء الجنسي على الأطفال ضمن وسط الاساقفة الكاثوليك. وكان البابا يحاول مرارا وضع رتوش عليها، لكنها ما زالت تظهر على السطح بين الحين والأخر. وشهد الفاتيكان مع مرور الوقت تشكل لوبي (جماعة ضغط) موجهه ضد البابا الألماني كان يروج سرا شائعات من مختلف الأنواع.

 

وتعزو الصحيفة كذلك إستقالة البابا أيضا إلى الانخفاض المطرد لنفوذ الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الغربية في الآونة الأخيرة، بسبب تعزيز مواقع المسلمين في أوروبا لهجرتهم الهائلة إليها.

 

وتشير صحيفة معاريف العبرية إلى أن من أبرز المرشحين لخلافة البابا اثنان هما:الكاردينال بيتير توركسان من غانا المعروف بمعارضه في استعمال "العازل الذكري" خلال الممارسات الجنسية, والكاردينال اوسكار رودريغيز من هندوراس الذي كان قد اتهم اليهود بالوقوف وراء الكشف عما يعرف بفضيحة التحرش الجنسي بالأطفال في الكنيسة الكاثوليكية.

وتاريخيا هذا الحدث غير مألوف بالنسبة للكنسية الكاثوليكية التي يتبعها أكثر من مليار مسيحي في العالم، حيث إن آخر حادثة مشابهة كانت للبابا غريغوري الثاني عشر، الذي استقال في الرابع من (يوليو) العام 1415م،وكان ذلك وفقا لمبرراته لإنهاء انشقاق الكنيسة الكاثوليكية (والمعروفة تاريخيا بالانشقاق الغربي الأعظم)، والتي وصلت (آنذاك) إلى مرحلة مطالبة ثلاثة بالكرسي البابوي. وكذلك استقالة البابا سلستين الخامس العام 1294م، عقب توليه المنصب بخمسة أشهر فقط. وجدير بالذكر أنه هو بنفسه الذي وضع المرسوم الباباوي الذي يجيز استقالة البابا من منصبه.

 

وسجل التاريخ أيضا استقالة البابا بنديكت التاسع من منصبه العام 1045م، بعد اتفاق مع خليفته غريغوري السادس على تسوية، لكن البابا غريغوري سرعان ما استقال بدوره على خلفية ذات الاتفاق، وخلفه البابا كليمنت الثاني، الذي سرعان ما توفي في العام 1047م، ليخلفه بنديكت التاسع بنفسه مرة أخرى.

أعلى