• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 يمنع تراجع اوروبا

يمنع تراجع اوروبا

هأرتس

إن إحدى التصريحات الهامة في مسألة القرار الاوروبي المتوقع بوسم منتجات المستوطنات، صدرت بالذات عن داني ديان، المدير العام السابق لمجلس المستوطنات، الذي يواصل اليوم أيضا، دفع مشروع الاستيطان في الاراضي المحتلة. فخلال محادثة أجراها معه نير برعام لصحيفة "هآرتس"، قال ديان إن موظفا في وزارة الخارجية الاميركية قال له: "لقد اعتقدنا طوال سنوات انكم وكلاء لسياسة الحكومة الإسرائيلية، وفجأة فهمنا انكم تقيمون حكما ذاتيا وأن الحكومة هي وكيل لسياستكم".

وبالفعل فإن مشروع الاستيطان نجح بالسيطرة على السياسة الصهيونية. وشرح ديان، أيضا لماذا لا يشعر بالقلق ازاء المقاطعة الاوروبية لمنتجات المستوطنات، وقال: "هذا لن يغير كثيرا، لأن مشروع المستوطنات لا يقوم على المناطق الصناعية وانما على عدد السكان وهذا العدد يتزايد طوال الوقت. وتذكر انه بعد كل التصريحات يبقى هذا التوجه هو الامر الوحيد الثابت". من يعتقد أن مشروع الاستيطان غير شرعي، ويجعل الكيان الصهيوني يفقد شرعيته، ينبغي أن يكون مسرورا لكون الكيان الصهيوني اضطر إلى الموافقة على تشكيل اللجنة في "الفيفا" التي ستناقش، بالإضافة الى أمور أخري ما إذا كانت مشاركة فرق لكرة القدم من المستوطنات في الدوري الصهيوني هي مسألة غير المشروعة. كما أن نية المفوضية الأوروبية نشر المبادئ التوجيهية لوسم منتجات المستوطنات ينبغي النظر اليها بالإيجاب. ومن شأن كل خطوة دولية، توضح للحكومة الصهيونية أن "التوجه الثابت الوحيد" لزيادة عدد المستوطنين يعتبر مدمرا بالنسبة لها - تعزز فرص قيام حكومة فيها تفهم هذه المسألة أيضا.

يمنع على الاتحاد الاوروبي التراجع، انه يتمتع بقوة كبيرة، لا سيما انه يمول السلطة الفلسطينية، وربما حان الوقت كي يقرر ما اذا كان هذا التمويل يسمح عمليا بالتعنت السياسي الصهيوني.

من المريح لليمين الادعاء بأن الضغوط التي تمارس لمقاطعة الكيان الصهيوني نابعة من العداء للسامية وليس من معارضة اصرار الكيان الصهيوني على مواصلة المشروع الاستيطاني ورفضه التقدم بنية حسنة نحو الاتفاق مع الفلسطينيين. إن هذا الادعاء في جوهره كاذب ولا يهدف الا لتجنيد الصهاينة للدفاع عن المستوطنات. صحيح أن أحد اهداف BDS هو اعادة اللاجئين إلى الكيان الصهيوني، لكنه من الواضح انه ليس هذا هو الهدف الذي تسعى اليه جهات جدية في العالم والتي بدأت تفقد صبرها امام الخداع الصهيوني: من جهة الرغبة بالانتماء إلى الديموقراطيات المتقدمة في العالم، ومن جهة ثانية الاصرار على فرض نظام الابرتهايد على الفلسطينيين.

ويثير رد قادة المعارضة خيبة امل كبيرة بشكل خاص. فبدل الوقوف وراء الادعاء بأنه لا يوجد يسار أو يمين في كل ما يتعلق بالمقاطعة، يتحتم على يتسحاق هرتسوغ، تسيبي ليفني ويئير لبيد، الشرح للجمهور بأن سياسة رئيس الحكومة طوال سنوات ولايته هي التي تجعل الكثيرين في العالم يقفون ضد الكيان الصهيوني، وتقود الكيان الصهيوني نفسه نحو الكارثة.

أعلى