ودفعت أحداث العنف والاحتجاجات الرئيس برابوو سوبيانتو لاعتماد تدابير أشد صرامة، فيما تركزت الاحتجاجات على مطالب إصلاح البرلمان وانتقد المتظاهرون الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وتجمع نحو 500 متظاهر أمام مقر البرلمان وسط انتشار أمني مكثف، قبل أن يتفرق المحتجون دون حوادث.
وفي محافظة غورونتالو بجزيرة سولاويزي، شهدت المظاهرات مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الذين ردت عليهم قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
وفي مدن أخرى مثل باندونغ وبالمبانغ ويوغياكارتا، جرت احتجاجات وأعمال رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، يعبر خلالها المتظاهرون عن رفضهم لامتيازات مالية مخصصة للمسؤولين وللتدهور الاقتصادي.
بدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي رفضا لامتيازات مالية مخصصة للمسؤولين، خصوصا بدلات السكن للنواب. كما ندد المحتجون بتدهور الوضع الاقتصادي.
كانت الاحتجاجات سلمية في البداية، لكنها توسعت إلى مدن رئيسية بما فيها العاصمة، وتحولت إلى أعمال عنف بعدما انتشر فيديو يظهر قوة شرطة تصدم دراجة نارية وتدهس سائقها الشاب خلال تظاهرات احتجاجاً على الأجور المنخفضة والمخصصات الممنوحة للمسؤولين.
شهدت الاحتجاجات أوسع وأشد موجة عنف منذ تولي برابوو السلطة في أكتوبر الماضي. رداً على الضغوط، أعلن الرئيس الأحد إلغاء جزء من المخصصات المقدمة لأعضاء البرلمان، لكنها قوبلت باحتجاجات شديدة.
زار برابوو الشرطة المصابة في المستشفيات وأدان بشدة المتظاهرين الذين شاركوا في العنف، مؤكدا على الحق بالتجمع السلمي بشرط احترام القوانين التي تنص على ضرورة طلب إذن مسبق وانتهاء التظاهرات بحلول الساعة السادسة مساءً.
وشهدت شوارع العاصمة عادة المكتظة، هدوءا نسبيا بعدما طلبت العديد من الشركات والهيئات الحكومية من موظفيها العمل عن بعد.
وصل عدد القتلى إلى ستة أشخاص على الأقل، ثلاثة منهم قضوا في حريق أشعله محتجون الجمعة في مبنى المجلس في مدينة ماكاسار بشرق البلاد.
اضطر الرئيس برابوو إلى إلغاء زيارة رسمية إلى الصين كانت مقررة للمشاركة في عرض عسكري بمناسبة ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، على خلفية تصاعد التوترات.