البيان/القاهرة: تُجري العاصمة المصرية القاهرة استعدادات لاستضافة حوار وطني فلسطيني شامل خلال الأيام المقبلة، بمشاركة معظم الفصائل الفلسطينية، لبحث ملفات مصيرية تتعلق بمستقبل قطاع غزة و"اليوم التالي" لانتهاء الحرب، في ضوء خطة أميركية طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وترتيبات سياسية وأمنية جديدة داخل القطاع.
وبحسب مصادر فلسطينية من عدة فصائل، بينها حركة حماس، فإن اللقاء جاء بناءً على طلب من وفد الحركة المفاوض، الذي دعا إلى عقد حوار وطني في القاهرة يجمع كل الأطراف، بما فيها حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير، لبحث القضايا الكبرى، وعلى رأسها: إدارة قطاع غزة، سلاح المقاومة، مستقبل القيادة، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني.
ويتزامن هذا الحراك السياسي مع تسريبات إعلامية عبرية كشفت عن "الملحق الإنساني" الذي يُعد جزءاً من خطة ترامب لوقف الحرب، والذي ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى قطاع غزة، بإشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، لتشمل الغذاء والمعدات الطبية والوقود وغاز الطهي، مع حرية حركة هذه الشاحنات من جنوب القطاع إلى شماله عبر شارعي صلاح الدين والرشد.
كما تنص الخطة على السماح لسكان غزة بمغادرة القطاع إلى مصر عبر معبر رفح، وفق الآلية المعتمدة في اتفاق يناير 2025، وبإشراف بعثة من الاتحاد الأوروبي، وبدون قيود على عدد المغادرين. كما يُسمح، ولأول مرة منذ 7 أكتوبر، بعودة سكان غزة الذين خرجوا إلى مصر، بمن فيهم كوادر "حماس" وعناصر جناحها العسكري، دون أن تملك الدولة العبرية حق منع عودتهم.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر في "حماس" أنها تبحث مع الوسطاء صيغاً واضحة حول سلاح المقاومة ومصير قياداتها المتبقية في القطاع، مشيرةً إلى انفتاح من قبل الأطراف الوسيطة، بما فيها الولايات المتحدة، على تقديم ضمانات تضمن التفاهم على هذه القضايا الحساسة ضمن إطار وطني شامل.
من جهته، قال حسام بدران، رئيس مكتب العلاقات الوطنية في "حماس"، إن الحركة أجرت اتصالات مكثفة مع مختلف الفصائل والشخصيات الوطنية منذ الإعلان عن الخطة، وأكدت حرصها على عقد حوار شامل يضمن توافقاً وطنياً حقيقياً بشأن مستقبل غزة والقضية الفلسطينية ككل.
كما رحّبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالدعوة المصرية، وأكدت أهمية الحوار في تعزيز وحدة الشعب الفلسطيني، وإعادة توحيد مؤسساته السياسية في إطار الدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
ويُتوقع أن تكون نتائج الحوار الوطني المرتقب حاسمة في تحديد ملامح المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة، وسط دعم إقليمي ودولي متزايد لإنهاء الحرب، وإطلاق عملية سياسية شاملة على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.