البيان/متابعات: أعلنت الحكومة الأفغانية، الثلاثاء، رغبتها في إقامة علاقات متوازنة تقوم على التعاون الدبلوماسي والاقتصادي مع جميع دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، رغم التوترات المتصاعدة بين الجانبين في الأشهر الأخيرة.
وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الحكومة ذبيح الله مجاهد، لقناة "طلوع نيوز" الأفغانية، حيث أكد أن كابول لا تعارض التواصل مع واشنطن، بل تسعى إلى فتح قنوات للحوار والتعاون المشترك.
وقال مجاهد: "ندعم إقامة علاقات جيدة مع جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية. وينبغي أن ترتكز هذه العلاقات على محوري الدبلوماسية والتجارة. لقد كنا دائمًا على تواصل مع الولايات المتحدة ونشجعها على التعاون معنا في هذين المجالين".
وفي معرض رده على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن استعادة السيطرة على قاعدة "بغرام" الجوية، قال مجاهد: "كان من الأفضل للرئيس ترامب أن يدعو إلى إعادة فتح السفارة الأمريكية في كابل، بدلًا من إطلاق مثل هذه التصريحات".
وأضاف: "من خلال استئناف العمل بالقنوات الدبلوماسية، يمكن إقامة علاقات مناسبة وشرعية بين أفغانستان والولايات المتحدة. نحن نرغب في ذلك، وسنرى ما سيكون موقفهم".وكان ترامب قد صعّد لهجته تجاه الحكومة الأفغانية في سبتمبر/أيلول الماضي، محذرًا من "عواقب سيئة" إذا لم تُسلم كابول قاعدة "بغرام" الجوية إلى الولايات المتحدة. وبرر ذلك بأهمية الموقع الاستراتيجي للقاعدة، التي تقع على بُعد نحو 50 كيلومترًا شمال العاصمة كابل، مشيرًا إلى أنها "تبعد ساعة فقط عن المنطقة التي تصنع فيها الصين صواريخها وأسلحتها النووية"، على حد قوله. وتُعد قاعدة "بغرام" الجوية من أكبر المنشآت العسكرية التي استخدمتها الولايات المتحدة في أفغانستان، وقد أُنشئت خلال الحرب الباردة بمساعدة أمريكية لحماية الحكومة الأفغانية من النفوذ السوفييتي آنذاك.
واستخدمت واشنطن القاعدة على مدار عقدين من تدخلها العسكري، الذي بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2001 واستمر حتى انسحاب القوات الأمريكية في يوليو/تموز 2021، حيث سُلمت القاعدة للقوات الأفغانية، قبل أن تسقط بيد حركة طالبان في 15 أغسطس من العام نفسه.
انسحاب مثير للجدل
وكان انسحاب واشنطن من أفغانستان قد أثار جدلًا واسعًا، سواء بسبب سرعة انهيار الحكومة السابقة أمام تقدم طالبان، أو بسبب ما تُرك خلفه من معدات وأسلحة تقدر بملايين الدولارات، إضافة إلى آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة خلال فترة وجودها في البلاد.