البيان/وكالات: حذّر تقرير نشره موقع زمان إسرائيل من أنّ الضفة الغربية تشهد تراكماً خطيراً للعوامل المتفجّرة، مع تصاعد حملات الاعتقال التي ينفذها الاحتلال خلال الأسابيع الأخيرة، وارتفاع اعتداءات المستوطنين بنسبة غير مسبوقة، وتدهور الوضع الاقتصادي، وتزايد كراهية الفلسطينيين للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي قد يقود إلى انفجار وشيك في الأوضاع.
وذكر أمير بار شالوم، محرّر الشؤون العسكرية في الموقع، أن قوات الإحتلال تواصل عملياتها المكثفة في الضفة بالتزامن مع الحرب في غزة والتوترات على الحدود اللبنانية، موضحاً أن الواقع الأمني في شمال الضفة بات «نسخة طبق الأصل» من بعض مناطق قطاع غزة وجنوب لبنان، بعد عمليات عسكرية واسعة طالت مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم ضمن عملية “المخيمات الصيفية”.
وأشار التقرير إلى أنّ هذه المخيمات أصبحت خالية إلى حد كبير من سكانها بعد عام ونصف من العمليات، فيما تلاشت البنى التنظيمية الكبيرة، وحلّت مكانها مجموعات مسلّحة صغيرة وغير منظمة.
كما كشف التقرير عن محاولات متزايدة لتطوير قدرات صاروخية في الضفة الغربية، موضحاً أن قوات الدولة العبرية ضبطت خلال الأسابيع الماضية منشأة قرب رام الله تضم 15 صاروخاً في مراحل تصنيع مختلفة، وأن هذه الخطوة قد تشير إلى تحول «قد يغيّر قواعد اللعبة» في حال تطوّر.
ويرى التقرير أن "الحمم المشتعلة" في الضفة لا تغذيها حرب غزة فقط، بل أيضاً تفاقم الغضب الشعبي تجاه السلطة الفلسطينية، مع اتساع الفجوة بين الشارع وقيادة السلطة التي أمضت أشهراً طويلة خارج رام الله، بينما يواجه الشباب البطالة والحواجز العسكرية واعتداءات المستوطنين.
ونقل التقرير عن مصادر أمنية أن حالة الغضب المتصاعدة تخلق ما يسمى بـ«المقاومة من الأسفل»، وهي ظاهرة قد تشمل تسرب عناصر من أجهزة الأمن الفلسطينية نحو العمل المسلح، رغم أنها ما زالت محدودة حتى الآن.
وفي الوقت نفسه، يستمر التنسيق الأمني بين السلطة والدولة العبرية، رغم ضعف قدرة السلطة على السيطرة في بعض المناطق، وهو ما يثير—بحسب التقديرات—تساؤلات حول جدوى أي دور مستقبلي للسلطة داخل قطاع غزة.
كما لفت التقرير إلى تصاعد اعتداءات المستوطنين المتطرفين بنسبة 25% منذ بداية أكتوبر مقارنة بالعام الماضي، ما يفاقم حالة الاحتقان ويخلق واقعاً «معقداً وغير قابل للتنبؤ»، قد تشعل أي حادثة بسيطة شرارة انفجار واسع في الضفة الغربية.