الحراك العراقي وصراع الهوية

الحراك العراقي وصراع الهوية



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّه[1].

فالرسول - عليه الصلاة والسلام - يبعث في الأمة تفاؤلاً وأملاً بالظهور والعلو، وإن كان من قبل طائفة، مع إحاطة ذلك الظهور بخذلان المقربين وطغيان المتجبرين والظالمين، فكيف إن كانت الطائفة أمة من المسلمين تكالب عليها أعداء اختلفوا في مرجعياتهم الفكرية والسياسية، لكن جمعهم طمس هوية أهل السنة واستئصال شوكتهم، وقد هيمن على أمرهم نظام طائفي دموي ظالم.

إن إزالة الظلم مطلوب شرعاً، وقد تكون بالكلمة الحقة الجريئة التي تقال للظالم الجائر، يقول عليه الصلاة والسلام: أفْضَلُ الجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائرٍ، وفي رواية كلمة عدل (أخرجه أصحاب السنن).

فإن لم تنفع، فتكون الإزالة بكل وسيلة يجوّزها الشرع، ومن هذه الوسائل خروج أهل الحق (المعتصمين) وتجمّعهم واستمرارهم على الاعتصام حتى بلوغهم هذه المطالب المشروعة، فقد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ: اذْهَبْ فَاصْبِرْ. فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا فَقَالَ: اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ. فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ فَعَلَ اللَّهُ بِهِ وَفَعَلَ وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لاَ تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ. وفي رواية: فجعلوا يقولون اللهم العنه اللهم اخزه. فبلغه فأتاه فقال ارجع إلى منزلك فوالله لا أؤذيك[2].

فالرسول - عليه الصلاة والسلام - أمر رجلاً بالخروج إلى الشارع مع متاعه ليعلن للناس ظلم جاره، فتتجاوب معه الجماهير، فكيف إذا ظُلمت أمة بأسرها من قبل طاغية ظلوم؟ وإذا ندم الظالم تحت ضغط الجماهير الغاضبة حدّ الجهر باللعن فرجع عن ظلمه بتطبيع الأمر مع من ظلمه، فكيف بحاكم يتمادى بظلمه، ويتمرد في طغيانه، ويتصاعد في تعسفه وجوره وانتقامه وانتهاكاته للحقوق المشروعة؟

وهكذا أظهر أهل السنة في العراق حقهم في نصرة هويتهم ووجودهم وحقوقهم المشروعة والمسلوبة، وأعلنوا على الملأ قضية ظلمهم وإقصائهم في حراك شعبي غصت به ساحات الاعتصام وميادين التظاهرات وباحات المساجد والمصليات في جمع موحدة.

ومن الطبيعي أن ينطلق الحراك الشعبي في المناطق السنية؛ كونها الأكثر تضرراً وتعرّضاً للقمع والقهر والإقصاء التاريخي، فالمحرك الأساس لهذا الحراك كما يقول أحد قادته: هو (الشعور بالظلم)، وأن أهل السنة يعاملون في العراق وكأنهم مواطنون من الدرجة الأدنى، أو أنهم يشكلون عبئاً غير مرغوب فيه بالعراق الجديد.

نحو هوية سنية

رغم أن الحراك الشعبي السني دخل شهره الثاني ولم ينجز هدفه الكبير في تغيير النظام أو إصلاحه وما يندرج تحته من مطالب مشروعة جاءت على لسان قادة الحراك؛ إلا أنه حقّق بعض المكاسب المرحلية فيما يتعلق بالهوية السنية، منها:

أولاً: أعاد الحراك الشعبي السني للشارع صبغته الإسلامية، وقلب الموازين على ما تشدق به العلمانيون وسعوا مع بعض أبناء جلدتنا إلى ترسيخه بادعاء فشل الإسلاميين في المشهد العراقي، وإذا كان هذا ينطق على مدعي الإسلام من الأحزاب الحاكمة أو المشاركة، فإن تصدر العلماء والخطباء لمنصات الحراك الشعبي أعاد إلى الشارع بصمته الإسلامية الصادقة، فكان الحراك بحق انتفاضة العمامة البيضاء، لتزيده طهراً ونقاء وصلابة وشرعية.

ثانياً: شكل الحراك خطوة في تعزيز الهوية السنية وجعلها القضية المحورية، ليصبح مرحلة التقاء واجتماع لأهل السنة في العراق، بعد أن مزقتهم العملية السياسية، وتجاذبتهم الخطوب والأهواء وغلبة التصدر والاستعلاء عند بعض رموزه، والاجتماع على الحق لا يأتي إلا بخير، (فالاجتماع رحمة والفرقة عذاب).

ثالثاً: عزّز الحراك الشعبي السني في العراق الخطوات العملية في تشكيل مرجعية شاملة لأهل السنة في العراق، فقد تعرّض هذا المشروع الكبير لانتكاسات منذ أن وقع العراق تحت احتلال أمريكي ونفوذ إيراني صفوي، وباءت جميع المحاولات لتشكيل مرجعية لأهل السنة بالفشل على الرغم من مشاركة قوى متعددة في ذلك، ويمكن رصد تجربة مجلس شورى أهل السنة الذي عقد مؤتمره الأول في عام 2003، لكنه سرعان ما انفض ممزقاً النسيج السني، ولم ترقَ هيئة علماء المسلمين لتكون مرجعية موحدة لأهل السنة، وكانت الأجواء مهيأة لذلك، كما أن التجربة السياسية المتمثلة في تشكيل جبهة التوافق العراقية، سرعان ما انهارت بعد مرحلة انتخابية واحدة (2005 - 2010)، في المقابل تأتي تجربة المجلس السياسي للمقاومة العراقية الذي ضم أغلب الفصائل المسلحة السنية، ليكون إطاراً مرجعياً لهذه الفصائل، لكنه تعرض لضغوطات أضعفت المسؤولية لأغلب قادته في تحقيق تلك المرجعية، ولسنا هنا في موضع بحث الأسباب وتحليل بيئة الفشل على أهميته.

واليوم يأتي الحراك الشعبي ليكمل مثلث مرجعية أهل السنة بعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي، فقد تشكّل المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء، ليكون مرجعية شرعية مستقلة لأهل السنة والجماعة، كما نص على ذلك في نظامه الداخلي، وبلغ مشروع المؤتمر الوطني لسنة العراق مراحله النهائية والذي يسعى ليكون مظلة جامعة لمكونات أهل السنة (العرب والكرد والتركمان)، واشترط في عضويته أن يكون سنياً يعتز بهويته السنية.

وإذا كان الحراك الشعبي السني قد شكل مرجعية جماهيرية شعبية لأهل السنة في العراق، فإنه أسهم في تعزيز المشروعين السابقين، إذ عقد المجمع الفقهي مع علماء محافظة صلاح الدين مؤتمراً موسعاً للعلماء والأئمة والخطباء تجاوز عدد المشاركين فيه 1000 شخصية علمية، كما أعطى القائمون على المؤتمر الوطني لسنة العراق مساحة واسعة في تشكيله لقادة ورموز الحراك الشعبي السني، وعقدت مؤتمرات مصغرة لقادة الحراك برعاية المؤتمر الوطني لسنة العراق أو بتنظيم من بعض مكوناته الرئيسة.

رابعاً: ترسيخ مبدأ المفاصلة بين الجماهير والقادة الأدعياء، وفق الهوية السنية، ومدى العمل لها، وأخذ استحقاقاتها، ورفض كل من يعتمد الازدواجية في الولاء لهويته والتلوّن في المواقف المصيرية والجوهرية، فعندما أراد أحد قادة القائمة العراقية الصعود إلى المنصة سألته الجماهير أنت مع مَن؟ فقال: أنا معكم ومع المالكي؛ فطردته ورمته بالأحذية والحجارة، وأرسل أحد العلماء من قادة الحراك الشعبي رسالة شفوية إلى رئيس ديوان الوقف السني، مفادها: إن لم تكن معنا في الاعتصام فليس لك مستقبل معنا. وطالبت الجماهير المعتصمة في سامراء في بيان لها (النواب والوزراء السنة في حكومة المالكي، بالانسحاب والالتحاق بالمعتصمين)، واستجاب أكثر البرلمانيين والوزراء السنة، فشاركوا إخوانهم ميادين الحراك.

كما كشف الحراك الشعبي حقيقة المواقف للقوى السياسية التي تجيد التصعيد الإعلامي في نقد أداء الحكومة من دون استعمال الأساليب التي قد تذهب بها، وحالهم كحال من يضع رِجلاً في الحراك وأخرى في الحكومة، بل إنه ارتضى لنفسه شغل الحقائب الوزارية التي امتنع وزراؤها السنة عن حضور مجلس الوزراء.

خامساً: الخروج ضد الحكومة الطائفية وإشعارها بقوة الشارع السني، أمر ضروري لتعرف الحكومة حجمها الطبيعي، وإنها ما وصلت لسدة الحكم إلا بالتزوير وترويع الأهالي، لتنهب وتسرق وتقتل وتعتقل باسم الديمقراطية الأمريكية المؤطّرة بالفوضى الخلّاقة، والمادة (4 - إرهاب) المثقلة بالحقد الصفوي، وقد دفعتها في الانتفاضة الأولى على لسان رئيسها بإعلانه عدم الترشح للدورة الانتخابية القادمة، والآن بإقرار البرلمان قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث بدورتين فقط وبأثر رجعي.

كما رسخ الحراك الشعبي وتداعياته ازدواجية الحكومة في التعامل مع مكونات الشعب، ففي الوقت الذي يهاجم فيه رئيسها وزبانيته الحراك الشعبي رغم سلميته، ويصفه بأشنع العبارات، ويتهم قادته بقطع الطرق والتأثير على مؤسسات الدولة، ويصدر أوامر باعتقال بعض قادة الحراك ومنعت آخرين من دخول بغداد بمن فيهم مفتي الديار العراقية الشيخ الدكتور رافع العاني، وأغلقت الطرق، وقامت بحملات اعتقال وتفتيش شديدة، لا سيما عندما أعلن قادة الحراك التوجه إلى جامع أبي حنيفة في الأعظمية لإقامة جمعة موحدة؛ فإن حكومة المالكي ترتضي لأمين حزب الله في العراق واثق البطاط أن يتصدر وسائل الإعلام ويعلن حربه على شريحة واسعة من أبناء الشعب، بل ينطلق في خطوات عملية بتشكيل جيش المختار، ويتحدى الحكومة بأنه موجود في بغداد، ولم تحرك ساكناً، بل إن المشهد يعود بنا حينما أعلن مجلس محافظة ديالى بأغلبيته تشكيل إقليم محافظة ديالى، فقامت الميليشيات بالانتشار المسلح في شوارع المحافظة والاستيلاء على مقر المحافظة وتدمير بعض الممتلكات العامة، ومهاجمة أعضاء مجلس المحافظة، وقامت بقطع الطريق الدولي بين بغداد وكركوك، فبادرت حكومة المالكي باعتقال بعض أعضاء مجلس المحافظة، وأثنت على فعل الميليشيات.

سادساً: شكل الحراك الشعبي السني خطوة في تفكيك التحالف الاستراتيجي المقدس بين الكرد والشيعة، وينبغي أن يلحق بخطوة أخرى يقوم بها قادة أهل السنة في بناء تحالف استراتيجي بين الكرد والسنة، لا سيما بعد أن صرح رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني باعتزازه بسنيّته، ووجه دعوة لزيارة الإقليم إلى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي، فالهوية السنية خير ما يجمعنا في صراع الهويات والإرادات الذي يدور في رحى العراق.

مقومات الغايات

إن التجارب العملية للمشروع السني في العراق لطالما تقطع شوطاً في الإنجاز، لكنها تفتقر إلى البصمة النهائية التي تحقق الغاية المرسومة أو المنشودة، ومن هنا فإننا نحاول الإحاطة بما يحتاج إليه الحراك الشعبي السني في العراق ليحقق مقاصده، ويتجلى بعد توفيق الله تعالى وتأييده في التالي:

1. إن أهل السنة في العراق الذين قدموا تضحيات عظيمة على مدى سنوات الاحتلال، لا يحتاجون إلى حراك ثوري مجرد، وإنما إدارة صراع توازي التحديات التي تواجههم، والقوى الإقليمية التي تجثم على صدورهم، على أن تكون هذه الإدارة مدعومة بصورة إيجابية من قوى أخرى تؤمن بأن الصراع في العراق وفي المنطقة صراع هوية ووجود.

2. شيوع الاختلاف عند العراقيين! ما أدى إلى فقدان القضية المحورية لأهل السنة، ولذا علينا تحرير قضية العراق قبل تحريره، فالثورات العربية كانت واضحة ومحددة المقاصد، أما العراق فلا تزال بعض قضاياه الاستراتيجية بحاجة إلى تحرير علمي ودقيق، منها:

- ما طبيعة النفوذ الأجنبي في العراق؟ وما طبيعة النزاع الداخلي (طائفي، قومي، سياسي)؟

- ما طبيعة النظام السياسي المقبول الذي يحقق العدل والحكم الرشيد؟ وما موقفنا من الرؤية الشيعية (تغيير الحاكم لا تغيير الحكم، وبمعنى أوضح بقاء الحكم شيعياً بغض النظر عمن يحكمه)؟

- ما الخطوات المرحلية التي يمكن أن تضبط مسار أهل السنة، وما ينبغي أن تكون عليه الخيارات المفتوحة التي تحقق ولو الحد المقبول من طموحات أهل السنة؛ ولذا ينبغي عدم التعجل في إصدار فتاوى ومواقف مبدئية تجاه أي خيار يمكن أن يندرج ضمن هذه المرحلية، ومنها المطالبة بتشكيل إقليم سني يجمع المحافظات السنية ضمن مبدأ تقاسم السلطة لا تقسيم البلد.

وغيرها من القضايا المصيرية والجوهرية والاستراتيجية، وهذا التحرير يستلزم البلورة والإبراز والتنفيذ.

3. معالجة أزمة قيادة أهل السنة، لا لعدم وجود القادة، وإنما لعدم وجود مساحة تفاهم كافية بين قادة البلد وفي جميع الاتجاهات (سياسيين ودينيين ومقاومين ومتظاهرين)؛ وإن عدم وجود مرجعية واضحة لهذا الحراك أو الجهات المنظمة له، وقبل ذاك وجود مرجعية سنية؛ يسهم في إضعافه، ولذا لا بد من وجود قيادة سنية حقيقية شاملة ومعارضة في هذا الوقت تتمتع بوجود رسمي وحرية العمل، لتستثمر طاقات الناس، وتحرك الجماهير، وتبلور مشروع الثورة وتديمه، ولتكون مراقباً حقيقياً لأداء الحكومة وأجهزتها، ولتقف بحزم أمام تجاوزاتها وقمعها للحراك الشعبي، ولتحشيد الدعم والتأييد العربي والدولي له، وقد سبق أن سلّطنا الضوء على هذه الفقرة.

وعلى هذه القيادة المخلصة تحمّل مسؤوليتها بشكل جاد ومتزن بعيداً عن الأمجاد والتغني بالماضي، والمثالية في الطروحات أو الإغراق في الواقعية، والنأي عن المصالح الشخصية والحزبية.. يقابله تحمّل الدول العربية والإسلامية مسؤوليتها في جمع هؤلاء القادة، لا سيما مع وجود الخلاف بينهم (كما قامت مصر بجمع قادة فتح وحماس، ودور قطر بجمع الأطراف اللبنانية وكذلك جمع قادة السودان ودارفور). وأما الخطوات الخجولة التي قامت بها بعض الدول فإنها لا ترقى إلى مستوى أداء أهل السنة منذ عام 2003 حتى اليوم، ولا مع طموحات أبناء الشعب العراقي، والعمق العربي والإسلامي والإقليمي للعراق.

4. ضرورة تكاملية الأداء عند القوى السياسية والمعارضة والمتظاهرة لأهل السنة، وحسن توزيع الأدوار أمام تعدد التحديات والخطوب التي تواجه الشعب العراقي، والمكر الذي تتبعه الحكومة في التلاعب بمشاعر أبناء الطائفة التي تنتمي إليها لتحشيدها أمام هذه المشاريع.

5. الانتقال بعمل الجماعات السنية، لا سيما التي لها دور في الحراك الشعبي، من مبدأ التنافس إلى مبدأ التعاون، فإن الله تعالى أمر بالتعاون {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: ٢]، ونهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - عن التنافس المذموم بقوله: (لاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ تَنَافَسُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا)[3]، وفي علم الإدارة إن الجماعات المتعاونة أكثر عطاء من الجماعات المتنافسة، ولطالما أذهب التنافس المذموم - الذي دافعه الانفراد - بالخير وضيّع كثيراً من النتائج المرسومة التي قاربت أن تؤتي أُكلها.

6. إن صراع الهوية في العراق ليس بمنعزل عن صراع الهويات في الدول العربية والإسلامية، لا سيما دول الجوار؛ ففي سورية بلغ الصراع أوجه ودخلت إيران بثقلها فيه حتى صرح أحد ساستها بأن الدفاع عن دمشق دفاع عن طهران، ومعلوم أن نظام الحكم في سورية أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، ما يدفع إيران لأن تقدم أضعاف دعمها للحكومة الطائفية في بغداد لضمان بقائها، في حين لا يزال العرب غائبين عن الصراع في العراق؛ ولذا فإن المشروع السني بكل أبعاده بحاجة إلى دعم عربي سياسي وإعلامي ومادي جاد ومتواصل من أجل ديمومته وتطويره وترشيده وإخضاعه للتخطيط الاستراتيجي ليرقى إلى مستوى الطموح والنجاح.

:: مجلة البيان العدد 309 جمادى الأولى 1434هـ، مارس - إبريل 2013م.


[1] رواه البخاري (6881) ومسلم (5059).

[2]رواه أبو داود (ح 5155) والبخاري في الأدب المفرد (ح 124).

[3](متفق عليه).

أعلى