وأخيراً ... (إسرائيل) تجثو على ركبتيها

وأخيراً ... (إسرائيل) تجثو على ركبتيها

صادق مجلس الوزراء الإسرائيلي بأغلبية كبيرة على إتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و (إسرائيل) بعد أكثر من خمسة سنوات من المفاوضات برعاية مصرية.

ومن المفترض أن تفرج (إسرائيل) عن 1027 أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي الأسير في قطاع غزة "جلعاد شاليط" الذي أسرته المقاومة في عملية فدائية جريئة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة في صيف عام 2006م.

وصوّت 26 وزير إسرائيلي على إتمام الصفقة فيما عارضها ثلاثة وزراء وهم "أفيغدور مان" و"عوزي لانداو" و"موشيه يعلون". ودعم الصفقة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي ورئيس جهاز الموساد ورئيس الأركان .

وفي تصريحات أوليه له قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إن هذه الصفقة هي الأفضل التي كان بالإمكان التوصل إليها في هذه الفترة بالذات.  وأكد رئيس (الشاباك) "يورام كوهن" أن قائمة المفرج عنهم لا تشمل "مروان برغوثي" و"عبد الله برغوثي" و"أحمد سعدات" و"حسن سلامه" مضيفاً أنه سيفرج عن 280 من  الأسرى المحكوم عليهم بالمؤبد بينهم الأسيرة الفلسطينية "آمنه منى".

وذكر أن (إسرائيل) لم تتعهد بالامتناع عن استهداف الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إذا ما عادوا إلى ممارسة (الإرهاب) على حد وصفه.

ومن المتوقع أن تبدأ الإجراءات الخاصة بالإفراج عن "شاليط" الأسبوع القادم بعد الإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين . وستقوم مصلحة السجون الإسرائيلية بعرض أسماء الأسرى المنوي الإفراج عنهم في موقعها الالكتروني ليتسنى لمن يريد الاعتراض عليها ..

وقال "نتنياهو" في مستهل جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي الطارئة التي عقدت مساء الثلاثاء لغرض المصادقة على الصفقة للإفراج عن الجندي "غلعاد شاليط" إن الحكومة ستعيد الجندي الإسرائيلي "شاليط" سليمًا معافًا إلى أهله والى الشعب في (إسرائيل).

وأشار إلى أن هذه الصفقة هي الأفضل التي كان بإمكاننا أن نتوصل إليها وانه جرت في المدة الأخيرة اتصالات مع حركة حماس عبر الوسيط الألماني وان هذه الاتصالات كانت صعبة للغاية. ولكن في الأسابيع الأخيرة استؤنفت المفاوضات غير المباشرة هذه المرة بوساطة مصرية. وقال "نتنياهو" أنه يتحمل كل المسؤولية.

وأعرب "نتنياهو" عن شكره للجيش الإسرائيلي وللوسيط الألماني والمستشارة الألمانية "آنغيلا ميركل". كما أعرب عن شكره لمصر ولأجهزة الأمن والاستخبارات التابعة لها على ما بذلته من جهود للتوصل إلى الصفقة. وتوقع نتنياهو أن يعود الجندي "غلعاد شاليط" إلى أهله خلال أيام إذا سارت الأمور على ما يرام.

وجرت في القاهرة على مدى الأيام القليلة الماضية مفاوضات شارك فيها عن الجانب الإسرائيلي "دافيد ميدان" و"يسرائيل حسون" وعن الجانب الفلسطيني "محمود الزهار" و"أحمد الجعبري". كما شارك فيها الوسيط الألماني "غِرهارد كونراد" .

وقد اكتفى "نوعام شاليط" والد الجندي بالقول إن العائلة تنتظر معرفة نتائج جلسة مجلس الوزراء دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عن المعلومات المتعلقة بالصفقة.

فرحة فلسطينية

من جانبها أيدت حركة حماس التصريحات الإسرائيلية والمعلومات التي نشرت بهذا الخصوص، وخرج رئيس الوزراء الفلسطيني في قطاع غزة "إسماعيل هنية" في احتفالات بدأت في ساعات متأخرة ليلة أمس في قطاع غزة، وقال نحن نتجهز لاستقبال هؤلاء الأبطال في قطاع غزة.

وخرج "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحماس في تصريح متلفز بثته قناة القدس " لقد خضنا مفاوضات صعبة خلال الفترة الماضية، و هذا أقصى ما استطعنا الوصول إليه".

وقال "عهدنا مع أبناء شعبنا الأسرى في سجون الاحتلال ومع الله أن نبقى نبذل كل ما في وسعنا لتحرير جميع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي"

وذكر أيضاً أن الأسرى الذي سيتم الإفراج عنهم من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الــ48 وكذلك الشتات الفلسطيني.

وقال" أبو عبيدة" الناطق بإسم كتائب القسام  إن ثلث السجناء المنوي الإفراج عنهم هم من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد.

وذكر أنه سيتم نشر أسماء المفرج عنهم هذه الليلة وبينهم "مروان البرغوثي" و"أحمد سعدات". وبخلاف ذلك أفادت القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي أن "مروان البرغوثي" و"أحمد سعدات" غير مدرجين في قائمة السجناء المنوي الإفراج عنهم.

وعلمت القناة الثانية أن "نتنياهو" سعى إلى إنجاز هذه الصفقة بأسرع ما يمكن إدراكًا منه بأن عدم الاستقرار في بعض الدول العربية قد يعرّض حياة "شاليط" للخطر وربما لن يتسنى إنجاز هذه الصفقة أبدًا.

وأفادت قناة العربية أنه تم التوصل إلى هذه الصفقة برعاية مصرية وأنها ستنفذ في أوائل تشرين الثاني نوفمبر المقبل فيما ذكرت مصادر أخرى في حركة حماس أن الصفقة ستنفذ خلال أيام .

وقالت قناة الجزيرة إن الخلاف الرئيسي الذي دار حول هذه الصفقة انحصر في عدد الأسرى الذين سوف يجري إبعادهم إلى الضفة الغربية.

من جانبها ذكرت صحيفة الأهرام المصرية أن تنفيذ الصفقة سيبدأ خلال ثمانٍ وأربعين ساعة مرجحة أن تجري عملية التبادل في القاهرة أو بين القاهرة وبرلين. وقال مصدر أمني مصري إن التوصل إلى الصفقة تم بوساطة مصرية خالصة حيث استضافت مصر بشكل غير معلن وفدين أحدهما فلسطيني والآخر إسرائيلي قاما بالتفاوض غير المباشر علي مدي الأشهر الثلاثة الماضية.

وعلمت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن أن صفقة التبادل تضمنت التفاصيل التالية:

الإفراج عن 450 معتقلا يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.

وجميع النساء وعددهم 30 وكبار السن والمرضى إضافة إلى 45 مقدسياً و 6 من فلسطينيي 48 . وخلافا لما ذكر إسرائيليا فقالت الشرق الاوسط إن من بين المفرج عنهم "مروان البرغوثي" و"عبد الله البرغوثي" و"أحمد سعدات".

وقالت انه تم الاتفاق على إبعاد نحو 200 من المفرج عنهم من سكان الضفة والقطاع إلى دول عربية . وبعد نقل هؤلاء إلى القاهرة سيفرج عن "شاليط" ثم تقوم (إسرائيل) 550 أسير فلسطيني أخر.

وفي تصريح آخر قال رئيس (الشاباك) "يورام كوهين" ومسؤول ملف "شاليط" "دافيد ميدان" أنه لن يتم الإفراج في إطار الصفقة عن كل من "أحمد سعدات" و"مروان البرغوثي" و"عبدالله البرغوثي" و"عباس السيّد" و"جمال أبو الهيجا".


أعلى