البيان/متابعات: أعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون عن نية بلاده بيع أوكرانيا ما بين 100 و150 مقاتلة من طراز JAS 39 Gripen E، في صفقة دفاعية كبيرة قد تعيد تشكيل موازين القوى الجوية في الصراع المستمر بين كييف وموسكو. جاءت هذه التصريحات عقب توقيع اتفاقية نوايا دفاعية بين السويد وأوكرانيا، في خطوة تعكس تصاعد الدعم الغربي العسكري لبلد يشهد حربًا ضروسًا منذ عام 2022.
تتميز مقاتلات Gripen E بأنها أحدث نسخة مطورة من المقاتلات السويدية، مزودة بمحركات أكثر قوة ورادارات إلكترونية متقدمة، مما يمنح أوكرانيا قدرة دفاعية وهجومية محسنة تسمح لها بالتصدي بشكل أفضل للهجمات الجوية الروسية.
الأمر اللافت في الصفقة هو إعلان رئيس الوزراء السويدي أن تمويل شراء هذه المقاتلات قد يتم باستخدام الأصول الروسية المجمدة، ما يضيف بُعدًا سياسيًا ورمزيًا كبيرًا. فهذه الخطوة تمثل محاولة لاستغلال أموال روسيا التي جمدتها الدول الغربية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، لتحويلها إلى دعم عسكري مباشر لخصم موسكو.
تأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه أوكرانيا لتعزيز قدراتها الدفاعية والجوية في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة، بينما تتصاعد الضغوط الدولية لتقديم دعم أقوى لكييف. كما تعكس السويد من جانبها تحوّلًا استراتيجيًا من دولة محايدة تاريخيًا إلى لاعب أكثر نشاطًا في الدفاع الأوروبي ودعم أوكرانيا في الحرب.
لكن هذه الصفقة قد تثير ردود فعل قوية من روسيا، التي تعتبر أي دعم عسكري غربي لأوكرانيا تدخلاً مباشراً في صراعها الإقليمي. كما قد تزيد من تعقيد المشهد العسكري والدبلوماسي في المنطقة، مع احتمال تصاعد التوترات بين موسكو وحلفاء كييف.
في المجمل، تعكس نية السويد بيع مقاتلات متطورة لأوكرانيا خطوة حاسمة في دعم الجيش الاوكراني، مع رسائل واضحة بأن الأموال الروسية المجمدة لن تبقى مجرد أصول محجوزة، بل ستتحول إلى أدوات ضغط وعون عسكري في حرب تستمر في تغيير معالم النظام الدولي.