وأكدت الصحيفة أن المجتمع الإسرائيلي "فقد بوصلته الأخلاقية وتحول إلى قطيع متوحش".
  التقرير جاء على خلفية أزمة اختفاء المدعية العسكرية العامة الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، التي انهارت تحت ضغط هجوم واسع من سياسيين ووسائل إعلام بعد اتهامها بتسريب فيديو تعذيب أسير فلسطيني في معتقل سدي تيمان.
  وتقول الصحيفة بلهجة صادمة: "لقد فقدنا الخجل، فقدنا الأخلاق، فقدنا المعايير وتحولنا إلى قطيع محموم ينقض بأسنان مكشوفة على كل من نراه عدوا للأمة".
  وتضيف الصحيفة أن إسرائيل تعيش انفلاتا غير مسبوق في الخطاب والتحريض، حتى ضد قيادات عسكرية، إذ تلقت المدعية العسكرية رسائل تدعو إلى "حرقها وإعدامها شنقا".
  تقرير الصحيفة يربط مباشرة بين هذا الانهيار وبين صدمة 7 أكتوبر، حيث تقول: "بعد يوم واحد من طوفان الأقصى، انتشرت نظريات الخيانة وصور مزيفة لمسؤولين يهربون من إسرائيل".
  هذا الانهيار النفسي انعكس، وفق الصحيفة، في موجة انتحار بين الجنود والمدنيين، وفقدان آلاف الإسرائيليين توازنهم النفسي بعد الحرب، وارتفاع ملحوظ في اضطرابات ما بعد الصدمة.
  ويحمل تقرير "إسرائيل هيوم" القادة الإسرائيليين مسؤولية الأزمة غير المسبوقة في إسرائيل، مشيرا إلى أنهم أصبحوا "شركاء في جوقة التحريض، لا رعاة لاستقرار الدولة".
  وفق مراقبين، يكشف التقرير أن "طوفان الأقصى" لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل لحظة انهيار معنوي فجرت ما تراكم داخل إسرائيل من ضعف وانقسام.
  وبين الصدمة النفسية والانقسام السياسي والتآكل الأخلاقي، يضع تقرير "إسرائيل هيوم" المجتمع الإسرائيلي أمام مخاطر المرحلة الجديدة وتتمثل بانهيار الثقة بالجيش والقيادة وتفكك الوحدة الداخلية، وارتفاع العنف والانتحار والأزمات النفسية وتآكل أسطورة القوة، وصراع هوية داخل الدولة.
  وبينما تحاول إسرائيل إقناع العالم بأنها استعادت السيطرة بعد "طوفان الأقصى"، يكتب إعلامها اليوم الحقيقة المرة" للإسرائيليين: "إسرائيل تتفكك من الداخل قبل أن يفككها خصومها".