البيان/متابعات: تصدّر ائتلاف "الإعمار والتنمية" بزعامة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني النتائج الأولية للانتخابات التشريعية، وفق ما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات مساء الأربعاء، في اقتراع اعتبره مراقبون محطة مفصلية لقياس حجم القوى السياسية بعد سنوات من الاضطراب الداخلي.
وأظهرت النتائج الأولية تقدّم الائتلاف الحاكم في جميع المحافظات، ما دفع مئات من أنصار السوداني إلى التجمهر في ساحة التحرير وسط بغداد احتفالًا بالفوز، في مشهد أعاد إلى الواجهة رمزية الساحة التي كانت بؤرة الاحتجاجات الشعبية خلال العقد الماضي.
وفي خطاب متلفز عقب إعلان النتائج، أكد السوداني أن فوز الائتلاف يمثل "تكليفًا وطنيًا" وبرنامجًا للمرحلة المقبلة أكثر من كونه انتصارًا سياسيًا، مشددًا على أن إرادة الناخبين بمن فيهم من قاطعوا الانتخابات ستكون محور العمل الحكومي القادم. وقال: "العراق للجميع أولًا وأخيرًا"، في إشارة إلى محاولة توجيه رسالة تصالحية تتجاوز اصطفافات ما بعد 2003.
وبحسب المفوضية، بلغت نسبة المشاركة ٥٦.١١٪، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بانتخابات ٢٠٢١ التي سجلت أقل من ٤١٪، رغم مقاطعة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ما اعتبره محللون مؤشرًا على رغبة الشارع في استعادة الاستقرار السياسي والانخراط في مسار إنتاج سلطة شرعية واضحة.
ويرى مراقبون أن النتائج تمنح السوداني تفويضًا سياسيًا لتعزيز مسار "الدولة القادرة"، لكنها في الوقت ذاته تضعه أمام اختبار صعب في بناء تحالفات تضمن تمرير حكومة متماسكة، خصوصًا في ظل عودة المنافسة بين القوى التقليدية ومحاولات إعادة تموضع للكتل التي خسرت بعض نفوذها خلال الأعوام الماضية.