• - الموافق2024/05/02م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
مقصد عظيم من مقاصد صيام شهر رمضان

ن التأمُّل في الحِكَم والمقاصد فيما يُتعبَّد لله به أمرٌ مطلوب، فالتقوى مقصدٌ من مقاصد الصيام العظمى، وهي من ثمار الشُّكر للربّ المنعم -تبارك وتعالى-


إنَّ شُكر الله -عز وجل- على نزول القرآن في هذا الشهر المبارك مقصد عظيم من مقاصد صيام شهر رمضان، ويزيد الشكر في العشر الأواخر التي نزل فيها القرآن الكريم، وأعظمه لليلة نزوله في ليلة القدر.

ولذلك يستشعر المؤمن عبودية الشكر في عبادة القيام بالقرآن خلال ليالي رمضان؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم  قال في صلاة الليل: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟».

وختم الرب الجليل الآية الوحيدة التي ذكر فيها شهر رمضان صراحة بالشكر، فقال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

كما أن أفضل الصيام هو صيام نبي الله داود -عليه السلام- كما صحّ في الخبر، وقد قال عنه الذكر الحكيم: { يَعمَلونَ لَهُ ما يَشاءُ مِن مَحاريبَ وَتَماثيلَ وَجِفانٍ كَالجَوابِ وَقُدورٍ راسِياتٍ اعمَلوا آلَ داوودَ شُكرًا وَقَليلٌ مِن عِبادِيَ الشَّكورُ} [سبأ: 13].

واللافت في آيات كفارة اليمين في سورة المائدة، ومنها الصيام، عندما خُتمت الآية بالحثّ على شكر الله -جل وعلا-؛ فقال -سبحانه-: {لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ في أَيمانِكُم وَلكِن يُؤاخِذُكُم بِما عَقَّدتُمُ الأَيمانَ فَكَفّارَتُهُ إِطعامُ عَشَرَةِ مَساكينَ مِن أَوسَطِ ما تُطعِمونَ أَهليكُم أَو كِسوَتُهُم أَو تَحريرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَم يَجِد فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيّامٍ ذلِكَ كَفّارَةُ أَيمانِكُم إِذا حَلَفتُم وَاحفَظوا أَيمانَكُم كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ} [المائدة: ٨٩].

ولما قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم  المَدِينَةَ وَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَصُومون يَومَ عَاشُورَاء، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟» فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم»؛ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ. رواه مسلم والبخاري باختلاف يسير.

إن التأمُّل في الحِكَم والمقاصد فيما يُتعبَّد لله به أمرٌ مطلوب، فالتقوى مقصدٌ من مقاصد الصيام العظمى، وهي من ثمار الشُّكر للربّ المنعم -تبارك وتعالى-.


أعلى