• - الموافق2025/12/21م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أحياء يُرْزَقُون (غزة نموذجًا)

كيف يرسّخ الجهاد معاني الثبات والتضحية دفاعًا عن الدين والكرامة، ويجعل النصر أو الشهادة غاية فوز واحدة، حيث تتحقق كرامة المؤمن بردّ العدوان وحماية المقدسات، وتكون العاقبة رفعة في الدنيا أو حياة خالدة عند الله؟


توطئة

الشهيد بَايَع رَبَّه على الموت في سبيله؛ {فَيَقْتُلُونَ}، {وَيُقْتَلُونَ}؛ {فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ}؛ فاستحقوا مرضاة الله. وليس المعنى بمبايعتهم على الموت أن يموتوا حتمًا، كلا، بل مبايعة على الثبات وعدم الفرار، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15].

فضيلة الجهاد

يُعدّ الجهاد في سبيل الله مِن أفضل الأعمال بعد أداء ما افترضه الله -تعالى- على عباده المؤمنين؛ ففي الحديث الصحيح أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ.[1]

 قال ابن جرير الطبري: «إنما خص هذه الثلاثة بالذكر لأنها عنوانٌ على ما سواها من الطاعات؛ فمن ترك جهاد الكفار مع شدة عداوتهم للدين كان لجهاد غيرهم من الفساق أترك، فظهر أن الثلاثة تجتمع في أن مَن حافظ عليها كان لما سواها أحفظ، ومَن ضيَّعها كان لما سواها أضيع»[2].

وقد بيَّن الرسول -عليه الصلاة السلام- أن أمر الجهاد لا يعدله من الأعمال شيء؛ إذ المجاهد يُقدِّم أثمن ما يملك، وأعز ما يحوز، يُقدّم روحه التي بين جنبيه، وهي سر وجوده ومصدر بقائه؛ ففي الحديث: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ: دُلَّنِي علَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الجِهَادَ. قَالَ: «لا أجِدُهُ، قَالَ: هلْ تَسْتَطِيعُ إذَا خَرَجَ المُجَاهِدُ أنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ فَتَقُومَ ولَا تَفْتُرَ، وتَصُومَ ولَا تُفْطِرَ؟» قَالَ: ومَن يَسْتَطِيعُ ذلكَ؟! قَالَ أبو هُرَيْرَةَ: إنَّ فَرَسَ المُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ في طِوَلِهِ، فيُكْتَبُ له حَسَنَاتٍ[3].

وسرّ المسألة لهذه المنزلة التي ينالها المجاهد كما يقول ابن دقيق العيد «أن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودَحْضه»[4].

وعلق ابن حجر على هذا الحديث بقوله: «وهذه فضيلة ظاهرة للمجاهد في سبيل الله، تقتضي أن لا يعدل الجهاد شيء من الأعمال»[5].

ولهذا كله فلا يكافئ ما يقوم به المجاهد سوى أن يحصل على الدرجات العليّة والمراتب السنيّة في جنة عرضها السموات والأرض، كما قال تعالى في عقد السَّلَم: {بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة}؛ ففي الحديث الصحيح: «مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ -واللَّهُ أعْلَمُ بمَن يُجَاهِدُ في سَبيلِهِ-، كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ، وتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ في سَبيلِهِ إنْ تَوَفَّاهُ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يَرْجِعَهُ سَالِمًا مع أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ».[6]

والمعنى هو تحقيق الوعد المذكور في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى}؛ وذلك التحقيق على وجه الفضل منه -سبحانه وتعالى-، وقد عبَّر بلفظ الضمان، مما جرت به عادة المخاطبين فيما تطمئن به نفوسهم».[7]

وفي الحديث: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، ولَكِنْ جِهادٌ ونِيَّةٌ، وَإِذَا استُنْفِرْتُم فانفروا»[8]؛ أي: إذا دعاكم الإمام إلى غزوٍ لقتال الكفار فأَجِيبُوه، واخرجوا معه؛ قال ابن الملقن: «إذا استنفَر الإمامُ الناسَ ليتقوَّى بهم؛ فلينفروا، وكذلك إن خشي مَن يَلي الكفار عليهم فيجب على مَن يليهم النفير إليهم».[9]

وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم  في أمر الجهاد، وحثّ عليه في جملةِ أحاديث؛ منها قوله صلى الله عليه وسلم : «لَغَدْوَةٌ أو رَوْحَة في سبيل الله خيرٌ مما تطلع عليه الشمس وتغرب»[10]، وفي رواية «خير من الدنيا وما فيها»[11] أي: ثواب ذلك في الجنة خيرٌ من الدنيا وما اشتملت عليه. والمراد أن اليسير من عمل البر في الجهاد خيرٌ من الدنيا كلها، أي من نعيمها؛ إذ هذا اليسير يوجب النعيم الدائم.[12]

ولذا قال صلى الله عليه وسلم  عن نفسه: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَدِدْتُ أَنِّي أُقاتِلُ في سَبيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ».[13]

وقد يقول البعض: لا ينبغي للقلة المُستضعَفة في الأرض أن تُواجِه آلة البطش والجبروت؛ حيث لا تملك من القوة ما يماثل قوة أعدائها!

وهي شبهة تُسوِّق للضعف، وتُؤصِّل للعجز، وتُؤسِّس للوَهَن، والله -تعالى- في عليائه لم يطلب منا سوى إعداد ما نقدر عليه من القوة التي تَصُدّ العدوان وتُرْهِب العدو وتحفظ بيضة الإسلام؛ قال الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]؛ فمنذ متى كانت القوة العددية شرطًا في انتصار المسلمين في معركة من المعارك أو غزوة من الغزوات، وإنما الصحيح أن الأُمَّة اليوم لفي حاجة مُلِحَّة إلى روح جهادية تَسْري في عروقها، وهي أيضًا في حاجة إلى بَعْث جديد وإلى روح قتالية تؤمن بالشهادة حظًّا ونصيبًا، وإلى روح قادرة قاهرة تَكْرَه الخنا وترفض الضعف في أيّ مستوى من المستويات، وتأبى الضَّيْم والمذلة، عندها تصبح الأُمَّة ستارًا لقدرة الله وقدَره؛ «لقد حدث أن توغل قتيبة الباهلي في بلاد الصين، فقال له أحد أصحابه محذرًا ومشفقًا: لقد أوغلت في بلاد الصين يا قتيبة، والحوادث بين أجنحة الدهر تُقبل وتُدبر. فأجابه قتيبة: بثقتي بنصر الله توغلتُ، وإذا انقضت المدة لم تنفع العدة. فلما رأى المُحذِّر عزمه وتصميمه قال له: اسلك سبيلك حيث شئتَ يا قتيبة؛ فهذا عزمٌ لا يفلّه إلا الله».[14]

إن من أعظم الوسائل المشروعة لردّ العدوان وحماية المقدسات: الجهاد في سبيل الله، والذي هو ذروة سنام الإسلام؛ لما فيه من إعلاء لكلمة الله في الأرض، ودفع الفتنة وإحقاق الحق وإبطال الباطل وقطع لدابر الكافرين؛ كما قال تعالى: {وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7].

ولما كان الجهاد في سبيل الله ليس بالأمر اليسير؛ إذ يحتاج إلى عَزْم وإخلاص القصد لله وتضحية بالنفس والمال والاستعلاء على كل قِيَم الأرض مجتمعة، وترك الأهل والولد والدائرة والجيرة والجاه والمنصب كان الجزاء من الله عظيمًا؛ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111].

يقول الطيبي: «الله تعالى لمَّا مَثَّل صورة بذل المؤمنين أنفسهم وأموالهم وصورة إثابته -عز وجل- إياهم به الجنة بالبيع والشراء؛ أي بقوله: {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}؛ بيانًا لأن مكان التسليم المعركة؛ لأن البيع سَلَم (أي: عقد سَلَم)[15].

ومِن ثَم قيل لهم: {بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّة}، ولم يقل بالجنة، وأبرز الأمر في صورة الخبر، ثم ألزم البيع من جانبه وضمن إيصال الثمن إليهم بقوله: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا}؛ أي: لا إقالة ولا استقالة من حضرة رب العزة -سبحانه وتعالى-، ثم ما اكتفى بذلك، بل عيَّن الصكوك المُثْبَت فيها هذه المبايعة، وهي التوراة والإنجيل والفرقان، وأذن بالسجل أيضًا، وهو قوله: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}، وخصّه باسمه الجامع، ووضعه موضع المضمر».[16]

 ويقول ابن القيم كلامًا نفيسًا في هذا المعنى: «فلمّا رأى التجار عظمة المشتري، وقَدْر الثمن، وجلالة قَدْر مَن جرى عقد التبايع على يديه، ومقدار الكتاب الذي أُثْبِت فيه هذا العقد؛ عرفوا أن للسلعة قدرًا وشأنًا ليس لغيرها من السلع، فرأوا من الخسران البَيِّن والغبن الفاحش أن يبيعوها بثمن بخس دراهم معدودة تذهب لذتها وشهوتها وتبقى تبعتها وحسرتها؛ عقدوا مع المشتري بيعة الرضوان رضًى واختيارًا من غير ثبوت خيار، وقالوا: والله لا نقيلك ولا نستقيلك؛ فلما تم العقد وسلّموا المبيع قيل لهم: قد صارت أنفسكم وأموالكم لنا، والآن فقد رددناها عليكم أوفر ما كانت وأضعاف أموالكم معها».[17]

ومن المتوقع اشتداد النزال وإحماء وطيس المعركة وحصول الشهادة والموت في سبيل الله؛ فيقع الفوز العاجل لهؤلاء الشهداء الذين دخلوا في عقد الشراء، وباعوا أنفسهم رخيصةً لله؛ فآثروا مرضاته فوق رغبات نفوسهم وحظوظهم فانتفضوا وانتصروا لدين الله وإعلاء كلمته وإزاحة الفتنة عن طريق الناس ليخلص الناس لربهم دونما إعاقة أو صدود؛ {حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]؛ «أي لا يكون سبب يوجب ميلًا عن الدين، ويكون الملك الأعظم خالصًا غير مشوب بنوع خوف أو إغضاء على قذى».[18] ليدور أمر هؤلاء الشهداء على الفوز في كلا الحالين؛ فإما أن يظفروا بالنصر على عدوهم وقهره ودَحْره والقضاء عليه، وإزاحته من طريق الصد عن سبيل الله، وإما أن يصيب عدوهم منهم بالقتل كما قال تعالى: {وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [سورة النساء: ٧٤]؛ فتكون الشهادة والسعادة والسيادة والريادة ونيل الأماني وغاية المني ولسان حالهم؛ {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: 52]؛ قال الطيبي: «هل تربصون بنا إلا إحدى العاقبتين اللتين كل واحدة منهما هي حُسْنى العواقب، وهي النصر والشهادة»[19].

وقال السعدي: «إنكم لا تربصون بنا إلا أمرًا فيه غاية نَفعنا، وهو إحدى الحسنيين؛ إما الظفر بالأعداء والنصر عليهم ونيل الثواب الأخروي والدنيوي، وإما الشهادة التي هي مِن أعلى درجات الخلق وأرفع المنازل عند الله»[20].

وكما قال الشاعر الفلسطيني عبد الرحيم محمود الذي استُشْهِدَ عام 1948م:

 فإمّا حياة تسرّ الصديق

وإمّا مَمَاتٌ يَغِيظ العِدَى

 ونفس الشريف لها غايتان

وُرُود المنايا ونَيْلُ المُنَى

وكلا الحسنيان فوزٌ ونُصرة وسموّ وارتقاء، ولذلك قال الصحابي بعدما طُعِنَ: «فُزْتُ ورَبّ الكعبة»[21].

قال العيني في شرح الحديث قوله: «فُزْتُ يعني بالشهادة».[22]

الحكمة من الجهاد في سبيل الله تعالى

أولًا: إقامة الدين، وتعبيد الناس لرب الناس.

ثانيًا: دَحْر الباطل المتترس بالقوة، والذي يصد الناس عن دين الله تعالى.

ثالثًا: دَفْع أذى الكفار عن المسلمين.

رابعًا: رد المعتدين الظالمين {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]، وقال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، وتأمل لفظ {يُقَاتَلُونَ} بفتح التاء، الفعل هنا مبني للمجهول؛ أي: أن القتال والاعتداء واقع عليهم، ولماذا يقاتل المسلمون المشركين والكافرين؟ ليدفعوا عن أنفسهم الظلم والإيذاء؛ لأنهم كما عبَّر القرآن: {بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}، فوقع الظلم عليهم تشريدًا أو تنكيلًا أو سجنًا أو حصارًا وتجويعًا وطردًا وقتلًا وإذلالًا، ولو أن المسلمين تركوا الكفار يعيثون فسادًا في الأرض لا يبقى مقدسًا مُصانًا على وجه البسيطة، بل تتهدم كل دور العبادة، ولا يتمكن أحد من إقامة الشعائر فيها، فضلًا عن إلحاق الضرر بالعُبّاد والنُّسّاك؛ {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40]؛ يقول الشيخ أبو زهرة «النص الكريم يفيد أن دفع الباطل إذا لم يكن؛ لم يستطع أهل دين أن يقيموا عبادتهم، فتُهدّم صوامع الرهبان وبِيَع النصارى وصلوات اليهود»[23].

ويقول السعدي في تفسير هذه الآية: «لولا دَفْع الله الناس بعضهم ببعض لاستولى الكفار على المسلمين، فخَرَّبُوا معابدهم، وفتنوهم عن دينهم، فدلَّ هذا أن الجهاد مشروع لأجل دفع الصائل والمؤذي، ومقصود لغيره، ودلّ ذلك على أن البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة لعبادة الله وعُمرت مساجدها وأُقيمت فيها شعائر الدين كلها من فضائل المجاهدين وبركتهم».[24]

 وفي آية البقرة: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251]؛ والمعنى: لولا أن يأذن الله تعالى للمؤمنين بالجهاد ويدفع بهم شرّ الكفرة والفجرة لأفسد هؤلاء الأرض بقتل المؤمنين وهدم معالم الخير والفضيلة في الأرض[25].

والقرآن يؤكد هذا المعنى في أكثر من موطن؛ لأن حال ظهور الكفار والمشركين سوف يستأصل شأفة المسلمين {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 9].

وجملة القول: لو توقف الجهاد في سبيل الله لتأخَّر تحقيق الأهداف القريبة والبعيدة التي تغيّاها الإسلام كدين هدايةً للعالمين، وسوف يؤثر ذلك على أتباع هذا الدين من الدعاة والمصلحين بعدم قدرتهم على تغيير الأوضاع السلبية والنُّظُم الفاسدة والعادات الضارة لسبب وقوف ذوي المصالح تجاههم كأن ترك الجهاد يُوقِع الأُمَّة في فتنة عدم توظيف الدين التوظيف الأمثل لحياة أفضل للبشرية، ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ بل يتعداه؛ لأن يُصاب المسلمون بالذل والانكسار والقهقرى في كل مناحي حياتهم بعد أن يتسلط الأعداء على مُقدّراتهم، ويتحكمون في ثرواتهم، وفي هذا تهلكة لهم، وفي الحديث: «إذا ضنَّ النّاسُ بالدِّينارِ والدِّرهَمِ، وتبايعوا بالعِينَةِ، واتَّبعوا أذْنابَ البقرِ، وتركوا الجهادَ في سبيلِ اللَّهِ؛ أنزلَ اللَّهُ بهم بلاءً فلا يرفعُهُ حتّى يُراجِعُوا دينَهم»[26].

الفرق بين النصر والتمكين

ثمة نقطة نود الالتفات إليها؛ وهي أن هناك فرقًا شاسعًا بين النصر والتمكين؛ لأن النصر يقودنا إلى نَصْر تراكمي بتجميع جملة من النقاط الإيجابية التي أحدث المجاهدون فيها النكاية بالعدو، وهذا يختلف عن التمكين في الأرض؛ ذلك الذي يجعل للدولة الكلمة الفاصلة، ويُمكِّنها من السيطرة على مُقدّرات الأمور، ويمنحها القدرة على ردع العدو الغاصب ودَحْره وإلحاق الهزيمة والنكاية به. وهذا النصر قد لا يكون في سياق واحد، بل يأتي على أنماط مختلفة وصور متعددة تُحْدِث ذات الأثر في هزيمة العدو، وسواء أكان نصرًا ماديًّا أو معنويًّا، وشواهد التاريخ خير شاهد.

ولك أن تتأمل ما حدث بين أُمية بن خلف وهو يُعذِّب بلالًا -رضي الله عنه-، وأبو جهل وهو يُعذِّب سُمية زوجة ياسر -رضي الله عنها-، ومِن قبلهم فرعون وهو يُعذّب ماشطة ابنته؛ تجد في كل هذه الأمثلة وغيرها مما هو كثير وضارب في عمق التاريخ: أن المنهزم هو الطرف المُتنفّذ والمستعلي الذي يملك القوة والبطش والنفوذ والكثرة والأعوان؛ إذ لم يَنَلْ من خصمه قلامة ظفر، ولم يُغيِّر من عقيدته قَيْد أنملة؛ فيكون الطرف الذي يبدو ضعيفًا هو المنتصر، والنتيجة: أن يصبر بلال على الأذى، ويثبت على دينه، فلم ينل مُعذِّبه منه شيئًا، ويموت أمية وأبو جهل وفرعون على الكفر؛ إذ العبرة بالنتائج والمآلات على الأرض: بلال يؤذن على ظهر الكعبة، ويسمع النبي صوت خُفَّيه في الجنة، وسمية أَوَّل شهيدة في الإسلام يَعِدُها النبي بالجنة، وكلّ من أمية بن خلف وأبو جهل صريعان بين القتلى في قليب بدر، وهذا يمثل إحداث هزيمة نفسية بالعدو، وفضحه وإفشال مخططاته، ويُحْدِث له إرباكًا وتعثرًا وتراجعًا، وعلى هذا يُعدّ انتصار المسلمين في بدر انتصارًا جزئيًّا واكتساب مجموعة من النقاط تصل بهم في نهاية المطاف إلى فتح مكة، وقد دخلها النبي بعشرة آلاف مقاتل بعدما خرج منها ثاني اثنين.

ونودّ التأكيد على نقطة مهمة، وهي أن المسلم قد يقوم بكل الأسباب المطلوبة، ولكنه لا يشاهد حتى هذا النصر الجزئي كما حدث مع أصحاب الأخدود ليعمل المسلم ولا يتوقف إلا ريثما يعود كَرَّة أخرى لمواصلة العمل والكفاح؛ {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام:١٣٥]. مع العلم أننا لسنا متعادلين في أعمالنا ولا في نتائجها؛ {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا} [التوبة: 52]، وقال صلى الله عليه وسلم : «لا سَواءَ؛ قَتلانا في الجنَّةِ، وقتلاكُم في النَّارِ».[27]

وينبغي التأكيد على جملة معانٍ في هذا السياق نذكرها لأهميتها، ومن ذلك:

أولًا: لا ينبغي الانبهار بقوة الظالمين وانتفاشهم؛ {لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 197].

ثانيًا: دور المسلم إزاء الصراع الدائر بينه وبين أعداء الأمة هو الصبر والمصابرة والمرابطة؛ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]، وهذا نصر حقيقي يقود صاحبه إلى الثبات على الحق والبراءة من الباطل، حتى يلقى الله لم يُبدِّل ولم يُغيِّر، وهذا يُعجِّل بإلحاق الهزيمة بالعدو. يقول صاحب كتاب المعين: «في الآية أربعة أمور الأول: احبسوا أنفسكم بمنعها عن أهوائها، وقمعها عن شهواتها، والقيام بالطاعات على وجهها، وتحمُّل المكاره وآثار الهزيمة وأذى الأعداء وسخريتهم والعمل على النهوض بعد الكبوة. والثاني: صابروا الكفار وغالبوا الأعداء في الصبر على شدائد الحرب، واكسروا بصبركم صلابة صبرهم، ولا تكونوا أضعف منهم فيكونوا أشد منكم صبرًا. والثالث: أقيموا في الثغور مترصدين للغزو ومستعدين له أكثر من أعدائكم وداوموا على جهاد المشركين، واثبتوا عليه. والرابع: اتقوا الله بامتثال جميع أوامره واجتناب نواهيه».[28]

والخلاصة هي أن الثبات على الحق هو نصر عظيم يُنقذ صاحبه من نَوْبَات الضعف البشري ترغيبًا أو ترهيبًا، وهذا الذي جعل سحرة فرعون ينتصرون عليه بثباتهم واختيارهم رغم وعيد فرعون لهم بالتعذيب والنكال؛ {لأقطعن أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأعراف: 124]، فكان ردهم: {قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا} [طه: 72]، وقالوا: {إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} [الأعراف: 125- 126][29].

الشهداء أحياء

قد يفزع الناس وهم يرون بأعينهم أهل غزة من النساء والأطفال يتساقطون من جراء القصف الوحشي، ويتحولون إلى أشلاء ودماء، ويظن مَن يظن أن هؤلاء موتى، وهو لا يرى غير صورة الأكفان والجنازات التي لم تنقطع في ليل أو نهار... والحقيقة أنهم شهداء وأحياء عند ربهم، وإن كنا لم نر غير صورة الجسد المسجَّى والدم المسفوح؛ إلا أنهم فازوا فوزًا عظيمًا، وصارت أرواحهم في حواصل طير خضر.

وكأن البعض من الناس ظن أو حسب أنهم ماتوا بلا ثمن، وهلكوا بلا معنى، وضاعوا بلا مقابل؛ فيأتي القرآن الكريم ليؤكد على تصحيح تلك النظرة الخاطئة بقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]، وفي الآية الأخرى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ} [البقرة: 154]، قال الطبري: «هم أحياء في صور طير خضر يطيرون في الجنة حيث شاءوا منها، يأكلون من حيث شاءوا».[30]

يقول الشيخ أبو زهرة: «هم أحياء، ولكن لا تحسونهم بمرأى العين، وذلك لا يقتضي أنهم ماتوا، بل هم عند ربهم يُرزَقون، وإن حياتهم روحية يستبشرون بأنهم فدوا إخوانهم، وأنهم قدَّموا أنفسهم وآثروا إخوانهم».[31]

وفي الحديث الصحيح: «لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحُدٍ جعلَ اللَّهُ أرواحَهم في أجوافِ طَيرٍ خُضرٍ ترِدُ من أنهارِ الجنَّةِ، وتأكلُ من ثمارِها، وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ مُعلَّقةٍ في ظلِّ العرشِ»[32].

ويقول ابن عاشور: «حياة الذين قُتِلُوا في سبيل الله حياة مشتملة على إدراكات التنعم بلذات الجنة والعوالم العلوية والانكشافات الكاملة؛ ذلك أن اتصال اللذات بالأرواح متوقف على توسط الحواس الجسمانية، فلما انفصلت الروح عن الجسد عُوِّضَت جسدًا مناسبًا للجنة ليكون وسيلة لنعيمها»[33]؛  أي عُوِّضت بحواصل طير خضر تأكل من ثمار الجنة.

إنها حياة خاصة لا يعلمها سوى رَبّ العالمين الذي يُقدِّر هذه الدماء الزكية التي أُريقت من أجله، وإنهم لمن فرط فرحهم بنعيم وفضل الله عليهم يتمنون الرجوع إلى الدنيا ليُقْتَلُوا في سبيله مرات ومرات، ولسان حالهم: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 27]، وفي الحديث الصحيح: «ما مِن عَبْدٍ يَمُوتُ له عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ، يَسُرُّهُ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا وأنَّ له الدُّنْيا وما فيها، إلَّا الشَّهِيدَ؛ لِما يَرَى مِن فَضْلِ الشَّهادَةِ؛ فإنَّه يَسُرُّهُ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، فيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى»[34]، وفي رواية: «ما أحَد يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، وأنَّ له ما علَى الأرْضِ مِن شيءٍ، غَيْرُ الشَّهِيدِ، فإنَّه يَتَمَنَّى أنْ يَرْجِعَ، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِما يَرَى مِنَ الكَرامَةِ».[35]

 قال ابن بطال: «هذا الحديث أجلّ ما جاء في فضل الشهادة والحضّ عليها والترغيب فيها، وإنما يتمنى الشهيد أن يُقْتَل عشر مرات؛ لأن مَن بذل نفسه ودمه في إعزاز دين الله ونصرة دينه ونبيه، فلم يتبق غاية وراء ذلك، وليس في أعمال البر ما تُبْذَل فيه النفس غير الجهاد، ولذلك عظم الثواب عليه».[36]

ولنا أن نتساءل: لِمَ كلّ هذا الفضل وذاك العطاء الرباني والذي لا منتهى له لهؤلاء الشهداء وهم في نهاية الأمر إن لم يُقتلوا يموتوا؛ فكل نفس ذائقة الموت؟

والجواب: أن مَن باع نفسه وماله لله، وجاد بروحه التي هي أغلى وأثمن ما يمتلك لتحيا أُمّته، ويبقى دينه وتُحفظ مقدساته، وتُصان حرماته؛ كان الجزاء من جنس العمل، فكل مَن أحسن إلى الله عمله أحسن الله جزاءه، وجعل عاقبة الخير من جملة ما يجزيه الله به. إنه يقارع الباطل ويكسره ويُنازل العدو ويدحره بثباته أولًا، وتضحيته وبذل نفسه ثانيًا، وهو بهذا يحفظ بيضة الإسلام ليعرف الناس مَن غاب منهم، ومن حضر قَدْر خالقهم وعظمة دينهم فيتحققون بما وصفهم به ربهم؛ {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} [النساء: ٧٤]؛ فيكونوا ستارًا للقدرة لينالوا من الله الأجرة.

يقول الإمام السبكي: «فلما بذل الشهيد نفسه التي هي أعز الأشياء إليه، وباعها لله تعالى طلبًا لإعلاء كلمته، فاقتُطِعَ دونها، وبعينه تعالى ما يتحمَّل المتحملون من أجله، ولا شيء أعظم مما يتحمله الشهيد؛ جازاه -سبحانه وتعالى، وهو أكرم الأكرمين- بما تقصر عقول البشر عنه، وأول ذلك أنه لم يُخرجه من الدنيا حتى أشهده ما له من الكرامة جملةً، وإن لم يدرك العقل والطرف تفصيلها؛ فيرى بعينه من حيث الإجمال ما أعدَّ الله له من الكرامة والخير».[37]

نسأل الله أن يتقبل شهداءنا، ويرزقنا وإياهم من فضله وبركاته.


 


[1] أخرجه البخاري: 2782.

[2] فتح الباري، ابن حجر العسقلاني 9/7.

[3] أخرجه البخاري: 2785.

[4] فتح الباري، مرجع سابق، 9/9.

[5] فتح الباري، مرجع سابق، 9/7.

[6] أخرجه البخاري: 2787.

[7] فتح الباري، مرجع سابق، 9/14.

[8] أخرجه البخاري: ٣٠٧٧، ومسلم: ١٣٥٣.

[9] التوضيح لشرح الجامع الصحيح، ابن الملقن 12/402.

[10] أخرجه البخاري: 2793.

[11] أخرجه البخاري: 2792.

[12] مصابيح الجامع للدماميني 6/210.

[13] أخرجه البخاري: ٧٢٢٧، ومسلم ١٨٧٦.

[14] محمد إسعاف النشاشيبي، مجلة الرسالة، العدد 756.

[15] يُنظر: ((شرح النووي على مسلم)) (11/41)، ((سبل السلام)) للصنعاني (2/68). وصُورتُه: أنْ يُسْلِمَ المشْتري الثَّمَنَ مُقدَّمًا مع تأجيلِ المبيعِ، كأنْ يقولَ مَثلًا: أسْلَمْتُ لك هذه العشْرةَ آلافِ جنيه على أنْ تُعطِيَني بها مائةَ كِيلو تمْرٍ مِن النَّوعِ السُّكَّريِّ، تُسلَّمُ في أوَّلِ يَومٍ مِن شَهرِ رَمضَان القادمِ. ويُسمَّى المشْتري: المُسْلِمَ، أو ربَّ السَّلَمِ، والبائعُ: المُسْلَمَ إليه. والثَّمنُ: رأْسَ مالِ السَّلمِ. والمبيعُ المؤجَّلُ: المُسْلَمَ فيه، أو دَينَ السَّلَمِ.

[16] فتوح الغيب للطيبي 7/372 وما بعدها.

[17] زاد المعاد لابن القيم 3/66.

[18] نظم الدرر، البقاعي 9/280.

[19] فتوح الغيب مرجع سابق 7/268.

[20] تفسير السعدي، ص659.

[21] متفق عليه.

[22] عمدة القاري للعيني 17/230.

[23] زهرة التفاسير، أبو زهرة، ص4993.

[24] تفسير السعدي، ص1103.

[25] مقاصد التشريع، د. مصطفى ديب البغا، ص52.

[26] أخرجه أحمد (٤٨٢٥)، وأبو يعلى (٥٦٥٩) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٧٥).

[27] صحيح أبي داود للألباني 3462.

[28] فقه السيرة للألباني ص259.

[29] المعين على تدبُّر الكتاب المبين، مجد بن أحمد مكي، ص76.

[30] جامع البيان للطبري 2/700.

[31] زهرة التفاسير ص468 وما بعدها.

[32] أخرجه أبو داود2520، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

[33] التحرير والتنوير، ابن عاشور 2/54.

[34] أخرجه البخاري: 2795، ومسلم 1877.

[35] أخرجه البخاري: 1247.

[36] شرح صحيح أخرجه البخاري: لابن بطال 5/30.

[37] فتاوى السبكي 2/341.

أعلى