البيان/الاناضول: بعد 30 شهرًا من الإغلاق نتيجة الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية عن استئناف الرحلات الداخلية عبر مطار الخرطوم الدولي اعتبارًا من الأربعاء 22 أكتوبر الجاري. هذه الخطوة، وإن بدت في ظاهرها فنية وتشغيلية، تحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة تعكس تحولات ميدانية في مسار الصراع السوداني.
ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، شكّل إغلاق مطار الخرطوم الدولي أحد أبرز مظاهر انهيار البنية التحتية الحيوية في العاصمة، وأحد العوامل التي ساهمت في تعقيد حركة الإغاثة الإنسانية والاتصالات اللوجستية بين ولايات البلاد. ومع إعلان الجيش في مارس الماضي استعادة السيطرة على المطار ومناطق استراتيجية في الخرطوم، بدأ الحديث عن خطة لإعادة تشغيله كـ "رمز" لاستعادة مؤسسات الدولة.
قرار إعادة تشغيل المطار يأتي في سياق محاولة الجيش السوداني تكريس صورة “السيطرة الكاملة” على العاصمة، وتثبيت سردية الانتصار العسكري على مليشيات الدعم السريع، لاسيما بعد العمليات التي أعلن أنها “طهرت آخر الجيوب” للمتمردين في محيط الخرطوم.وإعادة المطار إلى الخدمة لا تعني فقط عودة الرحلات الجوية، بل تمثل رسالة سياسية إلى الداخل والخارج بأن مؤسسات الدولة بدأت تستعيد وظائفها.
واستئناف الرحلات الداخلية لا يعني عودة النشاط الكامل، لكنه قد يفتح الباب أمام تحسين وصول المساعدات الإنسانية، وربط العاصمة بالولايات التي عانت عزلة خانقة خلال الصراع.